لا تتهكموا علي حتى قراءة آخر سطر من المنوضوع
أهي الدنيا هكذا ام نحن البلهاء ...؟
لنفترض أن الدنيا هكذا وأن الحياة سجال يوم لك و يوم عليك ...فما اقل التي لك وما اكثر نقيضتها ...حين تشرق الشمس كل صباح وترفع ستار الحياء عن دنيا مليئة بالمغبات ترى الناس يتخبطون بأعباء الحياة مكبلين بسلاسل أقدارهم التي شاءت أن تبعث ارواحهم هذا الصباح ليروا ظلمة الشمس في وضح النهار .كيف لا وهم الذين يكابدون بعناء مغبة العيش تحت رحمة الاغنياء....
الأغنياء ...من هم ...؟ وكيف أصبحوا كذلك ...؟ أهي سخرية القدر بنا لا غير في تقسيم الأرزاق...؟ أم أنهم كدوا واجتهدوا لتحصيل مال لم يكن لهم منه إلا الجمع والمنع ....حرموا أنفسهم من زينة الحياة الدنيا لأجل زينة الحياة الدنا نفسها ...قتلهم الجوع من اجل الشبع ...وقتلهم البرد من اجل كسوة الحرير ...فيالها من مأساة يعيشونها ...هم اليوم أسياد الأرض بلا منازع ...ملكوا الدنا فكانت لهم القصور ولغيرهم القبور
على ذكر القبور ...هل فكر هؤلاء أن مآلهم إلى القبر لا محالة ...؟ هل فكروا أن لباسهم يومها سيكون قطعة بالية من الكتان الابيض ...؟ هل فكر هؤلاء أنهم لن يأخذوا من الدنيا سؤى قطعة أرض على مقاسهم ستكون لهم دارا إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ...؟أغلب الضن أنهم فكروا واستعظموا هذا الأمر وخافوه أكثر من غيرهم إلا أن الجبن أعمى بصائرهم وجعلهم يتناسون الموت وربما يتناسون الله _ عز وجل _ والعياذ بالله
أما انت أيها الفقير السائر وسط الضباب ...أتراك تندب حظك العاثر دوما أم أنك تسب قدرك الذي جعل منك فقيرا وربما يصل بك الأمر إلى حد الكفر بأنك خلقت فقيرا ...أولم بقولوا : كاد الفقر يكون كفرا ...أجل إن الفقر كفر والكفر بالفقر كفر والكفر بدوام الفقر كفر
يا إلهي ...ما حملني على التهكم هكذا ...أم أني الأبله الوحيد ...؟
من أنا ....؟ وإلى اية جبهة أنتمي ...؟ و أين احب ان اكون ...؟
أمن الأغنياء فأموت عابدا للدينار ...؟ أم من الفقراء فأموت ممنيا نفسي به ...؟ أمن الأغنياء فأحرم نفسي العيش لأجل الريش ...؟ أم من الفقراء فأحرم من الريش لأجل العيش ...؟ أم تراها سخرية القدر مرة اخرى ...؟
أطلت التفكير في هذا الأمر إلى أن اهتديت لما هو في غاية الاهمية ...فكلنا نحب ان نكون اغنياء مع أننا نبغضهم وكلنا نمفت الفقر ونكرهه مع أننا نتعاطف مع الفقراء وكثيرا ما نساعدهم ...
هذا ما نحبه نحن وهذا ما نكره أما ما قدره الله تعالى وما كتبه لنا هو حالنا الذي نحن عليه شئنا ام ابينا ونحن مخيرون أن نكون من اصحاب اليمين أو من اصحاب الشمال شرط أن تتعلق أعمالنا بما نسميها القناعة
القناعة ....أن ارضى بما قسم الله لي ...يالها من راحة في النفس وطمأنينة تلك التي تصاحب القلب بالرضى
صدقوني ... إذا أحب كل إنسان حياته كما هي ولم يتطلع لما غيرها إلا حلالا يضفي ذلك علينا سعادة العيش وتجنب مغباتها ...فلا الغني يحرم زينتها ولا الفقير يكفر بعيشه ...لأن القناعة ترغم محبيها على التكافل الإجتماعي ...وكما فال المثل : القناعة كنز لا يفنى
فالله ...الله على قلب رجل سكنته القناعة بحالها ....
رضى بالغنى فأنفق ولم يقتر ...وساعد ولم يبتر ...وعاش ولم ينتحر
رضى رضى بالقليل بابتعد عن البغض والحسد ...وعمل لقوته بالحد والكد ...و عاش يومه فكان الأسعد
فاللهم نسألك الرضى بالرزق وبه القناعة ...لنعيش الدنيا كأنها ساعة ...نملؤها بالعمل والطاعة
أخيرا أيقنت أن الدنيا هكذا ولن تتغير حتى نغير ما بأنفسنا لأننا نحن البلهاء
محمد لعجايلية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق