استغفر الله العظيم من كل زور نطقت بــــه استغفر الله العظيم من كل حق أضــعــتـــه
استغفر الله العظيم من كل باطل اتبعــتــه استغفر الله العظيم من كل وقت أهـــدرتــه
دخلأحمد بن أيمن البصرة يوما , فصنع له مسلم بن عمران التاجر مأدبة طعام دعا إليه جماعةمن وجوه التجار وأعيان الأدباء. وكان لمسلم بن عمران ابنان غاية في الجمال والحٌسن كأنهما مغموسان في الجمال غمسا,وكان أحمد بن أيمن ينظر إليهما متعجبا ومندهشا من حُسنهما , وكان كلما أراد أن يبعد ناظريها عنهما عاد ناظره تلقائيا من عظيم حُسنهما.
وكان أبوهما ينظر إليه ويراقب نظراته لابنيه ,حتى قال أحمد بن أيمن: ما رأيت كاليوم قط دميتين لا تفتح الأعين على أجمل منهما؛
فالتفت إليه أبوهما وقال له : إني أحب أن تعوّذهما_يعني مخافة العين_ ,فعوّهما أحمد بن أيمن بالأذكار المأثورة, ثم قال : ما أظنك إلا قد أحسنت اختيار أمهما التي أنجبتهما لك , كأنك تزوجت ابنة قيصر حتى أنجبتهما لك في صيغتهما الملوكية من الحُسن والأدب والرونق.
فقال له مسلم : إذًا ماذا تقول لو أخبرتك أنني لا أحب إلا امرأة دميمة بدمامتها هي أحب الناس إليّ وأخفهن على قلبي ,وأصلحهن لي , ولا تساويها لا بنات قيصر ولا كسرى.
فاستعجب ابن أيمن لِما يسمع ودٌهش أيما دهشة وحزن أشد الحزن على أم الغلامين أن يكون هذا الرجل_والد الولدين_ قد فضّل وأحب تلك الدميمة وتركها هي بجمالها وحُسنها,فلم يستطع امساك نفسه وقال:والله لقد كفرت النعمة وغدرت وجحدت لأن أم هذين الغلامين فوق النساء إذ ظهر جمالها في ولديها .
فقال له مسلم بن عمران : والله إن الأمر كما ذركتُ لك فإني لا أحب إلا إمراة دميمة أنستني كل جميلة في النساء ولو جرأتُ ووصفتها لك لما خرج من فمي إلا كل لفظ قبيح لأصف لك مدى دمامتها , فهي ليست دميمة دمامة عادية بل هي في منتهى القبح, وليس لها في نفسي إلا الحب والحس الصادق.
فقال ابن أيمن: والله ماأظنك إلا شيطانا من الشياطين , وكيف تحتمل زوجتك حبك لتلك الدميمة, أهي بهيمة لا تعقل, أم أنت ساحر , أم فيك ما ليس في الناس , أم أنا لا افقه شيئا؟
فضحك مسلم وقال : إن لي خبرا عجيبا : كنت أتاجر مابين الأُبلّة والبصرة << مدينتان وكنت أربح ولا أخسر , حتى كثر مالي , فأحببت أن أتوسع في تجارتي أكثر , وكنت شابا في أول هجمة الفتوة على الدنيا وأحب التعلم والأدب وجميل , فقلت لعلي أتاجر في الأفاق البعيدة فأرى الناس وعاداتهم وأتعلم علما وأعتبر بعبرة وفي نفس الوقت أتاجر وربما أجد الزوجة التي اشتهيها وأرغبها وكانت الصفات التي اريدها فيها تبلغ الغاية في كل شيء فلم أجدها لا في البصرة ولا في الأُبلّة , وجعلت أسافر من مكان إلى آخر حتى وصلت إلى بلخ << مدينة في أفغانستان وكان فيها عالم اسمه أبو عبد الله البلخي وكان من قبل عندنا في البصرة فلما سمعت عنه أردت أن أحضر له درسا لأنه قد كتب كتابا عنّا _أهل البصرة_ فدخلت وغذا به يتحدث عن أمر يهمني كثيرا , كان يتحدث عن جمال النساء , فسمعت منه كلاما لم أسمع ولم أقرأ مثله قط , حتى حفظته عن ظهر غيب من روعته. فقال ابن أيمن : والله لقد اشتقت لمعرفة ماقاله البلخي. فقال مسلم: سمعت البلخي يتكلم عن الجمال والقبح فقال أولا من المعاني المهمة أن الجمال درجات , لكن الإسلام أصّل أصلا جديدا وهو أنه لا يسمي المرأة بالدمامة , نبقى نتحدث عن المرأة في درجات الجمال لا يمكن أن نحدث عنها في درجات القبح , لأنها مهما بلغت من صفات القبح تبقى جميلة وفيها من صفات الجمال, ثم قال أليست الجنة تحت أقدام الأمهات ؟! فإذا كانت الجنة وهي أحسن مانعرف تحت أقدام امرأة , كيف يمكن أن تُوصف امرأة بأنها قبيحة أو دميمة, هل يجوز ذلك أدبا أو عقلا؟!
هل يستطيع انسان أن يصف أمه بأنها قبيحة؟! تبقى الأم لأنها أم لها جمالها ويتعلق القلب بها حبا , فلا تُسمى دميمة حتى لو كانت كذلك , فهذا من الأدب والعقل. ومن روعة الإسلام أن الرسول صلى الله عليه وسلّم وصّى بالنساء خيرا وهو في آخر حياته فما زال يوصي بالنساء ويرفع شأنهن حتى كان آخر ما وصى به ثلاث كلمات، كان يتكلم بهن إلى أن تلجلج لسانه وخفى كلامه؛ جعل يقول : «الصلاة …الصلاة. وما ملكت أيمانكم لا تكلفوهم مالا يطيقون؛ الله الله في النساء» .
قال الشيخ: كأن المرأة من حيث هي إنما هي صلاة تتعبد بها الفضائل، فوجبت رعايتها وتلقيها بحقها، وقد ذكر قبلها الرقيق، لأن الزواج بطبيعته نوع رق؛ ولكنه ختم بها وقد بدأ بالصلاة، لأن الزواج في حقيقته نوع عبادة.
قال الشيخ: ولو أن أماًّ كانت دميمة شوهاء في أعين الناس، لكانت مع ذلك في عين أطفالها أجمل من ملكة على عرشها؛
ثم قال الشيخ : إن الجمال الذي يقيس به الناس هو جمال الجسد , وبعض الناس قد يتعلق بامرأة لأنه رأى صورتها لم يرى الروح ولا الطباع ولا النفس ولا العقل وإنما رأى الجسد فقط, أليست هذه المسألة أقرب إلى البهيميةوالحيوانية لأنها مرتبطة بالغرائز والشهوات؟!
نحن لا نلغي الغرائز والشهوات وإنما هو جزء وليس كل شيئ.
ثم تابع الشيخ قوله :ولكن جمال المرأة الحقيقي هو في انسانيتها لا في حيوانيتها , فلو كانت المرأة بجسدها فقط عندها نكون قد نزلنا بالإنسان إلى درجة الحيوان , لأن القضية أصبحت جسد فقط.
أما المؤمن العاقل فهو الذي ينظر إلى معان أخرى شاملة للحياة بالإضافة إلى معان الجسد.
نحن لا نلغي مقاييس الجسد ولكن إذا كان هو الأساس والأهم عندنا عندها نكون أقرب إلى الحيوان.
ثم تابع الشيخ قوله: تخيلوا لو أن امرأة جسدها جميل لكن أخلاقها سيئة وعقلها جاهل وتصرفاتها هوجاء, وقارنوها بامرأة قد تكون مشوهة لكنها عاقلة وحكيمة وحبيبة ولطيفة ومراعية لزوجها,أيهم أقرب إلى النفس؟ إلا أصحاب النفوس المشوّهة المرتبطة بالحيوانية والغريزية.
إذًا فالمسألة قضية نسبية ولا بد ان ننظر إليها بهذين الأمرين. فالمرأة مهما كانت جميلة فمصيرها أن تفقد هذا الجمال يوما , أي أنها لن تبقى بدرجة جمالها الخلابة. لكن العقل والحكمة والروح والخلق هو الذي يبقى ويزداد مع الأيام في الغالب, فانظروا وتأملوا إلى بعد النظر وليس فقط إلى النظرة الحيوانية.
فالذي لا يرى من الجمال إلا الصورة فهذا إنسان ليس لديه بُعد نظر, ليست العينين هي التي تقرر أي الشيئين أجمل, لكن الحكم على الجمال ياتي من ثلاثة مصادر(العين والقلب والعقل) فالعين قد لا تعجبها الصورة , ولكن القلب والعقل ثلثان وهما أعظم (فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا). فقام أحمد بن أيمن من مكانه بعدما سمع كلام الشيخ على لسان مسلم بن عمران ,وأخذ يدور في المجلس مما دخل قلبه ونفسه من روعة الحديث.
يقول مسلم بن عمران : فنظرت في شروطي في الزوجة التي أريدها , فإذا المقاييس انقلبت فقلت: ان تزوجت يوما فما أبالي جمالا ولا قبحا بالعين , إنما اريد انسانية كاملة مني ومنها ومن أولادنا.
ثم رجعت إلى البصرة وقررت أسكن بها فزارني الناس , فبدأت أفكر أنني أريدها عاقلة رزينة ولكن أيضا لامانع ان كانت ذات حسب ونسب رفيع ليس شرطا أساسا ولكن إن توفر فهو خير , فبدأت أسأل فلم أجد أسرة حسيبة وصاحبة أموال مثل الأسرة التي منها جد هذين الولدين, فسالت هل عنده ابنة؟ فقالوا نعم ولكن هيهات أن يزوجكها فقد عرض كبار التجار أنفسهم عليها ولكن اباها رفضهم كلهم , فقلت في نفسي : لابد أن هذه الفتاة هي المثالية التي أبحث عنها من زمن,جميلة وصاحبة حسب ونسب , وقد بحثت عنها في كل مكان وهي قريبة مني في البصرة!
فقال أبو أيمن: قد علمنا خبرها وانك تزوجتها وانجبت لك هذين الغلامين في منتهى الجمال, فماخبر تلك الدميمة التي أحببتها؟ فقال له مسلم : اصبر يارجل واسمع بقية القصة فقال له أبو أيمن : هات ماعندك فأكمل مسلم حديثه: فذهبت إلى هذا التاجر وقلت له أنا فلان بن فلان, وعرفته بنفسي , وقلت له أني أريد ابنته زوجة لي , فقال: أنا لا أستطيع أن أرد ولكنني أنصحك ألا تتزوجها, فتعجبت منه وسألته لماذا؟ فقال: ابنتي مكرمة ومعززة وتعيش ملكة في بيتها وأنا أخشى أنك لن تكرمها اكراما كافيا , فقلت له: سأكرمها ولها ماتريد فزوجنيها ,فقال لي : ابنتها لها مواصفات لا ترضيك فدعها في بيتها معززة , فازداد شوقي لأن أتزوجها, فقلت له : والله مهما كان فيها من صفات فأنا أريد أن أتزوجها فأهم ماأريده جمال النفس والخُلق,فوافقني وأتيته مع ملأ من التجار .
هنا قال له احمد بن أيمن: قد عرفنا والله خبرك مع هذه الحسناء فقل لنا خبر تلك الدميمة ولماذا أحببتها وفضلتها على هذه الحسيبة الجميلة؟!. فقال له مسلم: مهلا فستنتهي القصة إليها, قد صبرت إلى الآن أفلا تصبر على كلمات تعرف بها من هذه الدميمة,فإني والله ماعرفتها إلا في العرس!
ثم أكمل: وذهبت إليه مع ملأ من التجار فخطبنا وأكرم الضيوف ونحر لهم, ثم قال لي :إن أردت ان تدخل على زوجتك الآن فادخل ولا شيء يمنعك,فقلت له : هذا ما أحبه, وبعد ان ذهب الناس مازال يحدثني حتى جاء المغرب فصلى بي ثم , ثم بدأ يدعو ويدعو يدعو فتململت فكأن ابنته ستدخل إلى مصيبة لا عرس , ومازال يدعو حتى العشاء ثم قام وصلاها بي , وأخذ بيدي فأدخلني إلى دار قد فرشت بأحسن فرش، وبها خدم وجوار في نهاية من النظافة؛ فما استقر بي الجلوس حتى نهض وقال: أستودعك الله، وقدم الله لكما الخير وأحرز التوفيق.
ثم أقبل عليّ عجائز أصغرهن في الستين. فصاح أحمد ابن أيمن: وهل دميمتك عجوز أيضا ....؟! ما أراك يابن عمران إلا قتلت أم الغلامين! ثم أكم ابن عمران حديثه: ثم جاؤوا بزوجتي وأرخوا الستر علينا, وخلوت بزوجتي.
فصاح ابن أيمن وقد أكله الغيظ: لقد أطلت علينا، فستحكي لنا قصتك إلى الصباح، قد علمناها ويلك، فما خبر الدميمة الشوهاء؟ قال مسلم: لم تكن الدميمة الشوهاء إلا العروس! فزاغت أعين الجماعة، وأطرق ابن أيمن إطراقة
ولكن الرجل مضى يقول: فقد كانت والله في منتهى القبح والدمامة ولكن لما نظرتها لم أر إلا ما كنت حفظته عن البلخي، ، وما أسرع ما قامت المسكينة فأكبت على يدي وقالت: ( يا سيدي، إني سر من أسرار والدي كتمه والدي وأفضى به إليك، إذ رآك أهلاً لستره عليه؛ فلا تخيب ظنه فيك، ولو كان الذي يُطلب من الزوجة حسن صورتها دون حسن تدبيرها وعفافها لعظمت محنتي، وأرجو من الله أن ترى من أخلاقي وعقلي مايغير نظرتك لي في حُسن الصورة وسأبلغ محبتك في كل ما تأمرني؛ ولو انك آذيتني لرأيت الأذى منك نعمة، فكيف إن وسعني كرمك وسترك؟ إنك لا تعامل الله بأفضل من أن تكون سبباً في سعادة بائسة مثلي. أفلا تحرص يا سيدي، على أن تكون هذا السبب الشريف )؟.
ثم قامت وجائتني بمال في كيس وقالت لي: استر عليّ وابقني زوجة لك وخذ هذا المال والجواهر والذهب وتزوج به ثلاثا فقد أباح الله لك ذلك.
والله لقد ملكت قلبي ملكاً لا تصل إليه حسناء بحسنها؛ فقلت لها: إن جزاء ما قدمت ما تسمعينه مني: ( والله لأجعلنك حظي من دنياي فيما يؤثره الرجل من المرأة ولأضربن على نفسي الحجاب ما تنظر نفسي إلى أنثى غيرك أبداً). ثم أتممتُ سرورها ، فحدثتها بما حفظته عن أبي عبد الله البلخي فأيقنت والله يا أحمد أنها نزلت مني في أرفع منازلها وجعلت تحسُن وتحسُن كالغصن الذي كان مجروداً ثم وخزته الخضرة من هنا وهناك.
وعاشرتها فهي أضبط النساء وأحسنهن تدبيراً وأشفقهن علي واجبهن لي وإذا راحتي وطاعتي أول أمرها وآخره وإذا عقلها وذكاؤها يظهران لي من جمال معانيها ما لا يزال يكثر ويكثر، فجعل القبح يقل ويقل وزال القبح باعتيادي رؤيته وبقيت المعاني على جمالها وصارت لي هذه الزوجة هي المرأة وفوق المرأة. ولما ولدت لي جاء ابنها رائع الصورة؛ فحدثتني أنها كانت لا تزال تتمنى على كرم الله وقدرته أن تتزوج وتلد أجمل الأولاد، ولم تدع ذلك من فكرها قط وألف لها عقلها صورة غلام تتمثله وما برحت تتمثله فإذا هي أيضاً كان لها شأن كشأني وكان فكرها عملاً يعمل في نفسها ويديرها ويصرفها .
ورزقني الله منها هذين الابنين الرائعين لك، فانظر؛ أي معجزتين من معجزات الإيمان. . !
فالقبح ليس قبح الجسد, ولكن القبح الحقيقي هو قبح العقل وقبح الروح وقبح الأخلاق وقبح العاطفة.
شكا رجل إلى الحسن الجدوبة : فقال له : استغفر الله ، وشكا آخر إليه الفقر فقال له : استغفر الله وقال له آخر : ادع الله أن يرزقني ولدًا فقال له : استغفر الله وشكا إليه آخر جفاف بستانه ، فقال له : استغفر الله ، فقال له الربيع بن صبيح أتاك رجال يشكون أنواعًا فأمرتهم كلهم بالاستغفار فقال : ما قلت من عندي شيئًا !
إن الله عز وجل يقول في سورة نوح : " فقلت { استغفروا ربكم إنه كان غفار * يرسل السماء عليكم مدرارا * ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا } . قال الرجل للحسن البصري : أما يستحي أحدنا من ربه ؟ نفعل الذنب ثم نستغفر ثم نفعله مرة أخرى
ثم يستغفر وهكذا . فقال له الحسن : ودَّ الشيطانُ لو ظفر منكم بهذا .. لا تتركوا الاستغفار ابدًا .
عندما يُـذكر الجمال و الحسن فأنهم يقولون الجمال اليوسفي نسبة إلى سيدنا (يوسف عليه السلام)
و قد كان رسول الله( صلى الله عليه وسلم ) من أجمل البشر
و كذلك كان سيدنا آدم (عليه السلام ) أجمل من حواء
غير أن حواء هي أجمل النساء
و يليها في المرتبة الثانية سارة زوجة سيدنا إبراهيم (عليه السلام)
هل تعلمون أن عيسى (عليه السلام )من جماله و حسنه كان يـُــرى أن شعره مبلول بالماء و هو ليس كذلك وهل تعلمون أن جبريل( عليه السلام ) لم يتمثل بصورة بشر إلا بصورة رجل ورجل من شده جماله فانه يشع نوراً
وهل تعلمون أن عمر بن الخطاب(رضي الله عنه ) قام بنفي أحد الشباب من المدينة المنورة إلى البصرة عندما علا صيته و أشتهر بحسنه و جماله وذاك هو نصر بن حجاج الذي تقول عنه أحدى النساء هل من سبيلٍ ألى خمرٍ فأشربها أم من سبيلٍ إلى نصر بن حجاجِ.
غير ذلك فأن ما يميز الرجل هي اللحية اللحية هي نعمة جليلة عظيمة تفضل الله بها على الرجال وميزهم عن النساء
وجعلها زينة لهم لما تضفي عليهم من سيما الرجولة والهيبة والوقار. وهي ليست مجرد شعيرات تنبت في الوجه فقط،
بل إنها من شعائر الإسلام الظاهرة التي نتقرب إلى الله
بإعفائها وتعظيمها فهي من سنن المصطفى وقد أمر بإعفائها وإرجائها غير ذلك فإن الرجل لا يحتاج لأضافاتٍ متعددة لأبراز جماله من ثياب أو مجوهرات أو حرير أو مساحيق أو غير ذلك و كما قيل جمال الرجل الأدب وجمال المرأةالــذهـــب
هذا ليس مقصوراً على البشر فقط فقد جعل الله سبحانه و تعالى الجمال في الذكور أكثر منه في الأناث أنظروا ألى الأسد مثلاً ... هل هناك وجه مقارنة بين جماله او جمال اللبوه
وكل ماهو جميل في الحيواانات فهو من صنف الذكر
هذا الواقع الذي يجهله الكثيرين
ويقال ان الرجل اجمل في عباراته .. وارق في حبه .. واخلص في مشاعره .,
فانت الاب الذي طالما حنوت علي وربيتني وكنت صديقا وقريباً ،
وانت الاخ الذي دائماا تكون سندي في هذه الدنيا الغابره ،
وانت الصديق الذي اراه بجانبي بكل صدق وتقدير,,
وانت الحبيب الذي معك اكمل نصفي الثاني واسير في الطريق,,
معك فقط استطيع ان ارنوا بمشاعري واحلق بعيداا بحبك,,
وعطفك .. وحنانك .. وقوتك ,,,,
فانت الاجمل حينما تلمس المرأه منك عطفك وحنااك
واخلاصك وضميرك
ووجود دائم بحب وسمو ,,,
وليس بقسووتك وجبروتك وظلمك وخيانتك,,,
وهذه صفاات الرجوله الحقيقيه اينما تكون ،،،
وليست فقط صفه ذكر تنهي الموضوع ،،،
فانت الرجل الاجمل حين تكوون رجلاً حقيقياً بدون زيف وخدااع .
يحكى أن الحجاج بن يوسف قبض على ثلاثة في تهمة وأودعهم السجن.... ثم أمر بهم أن تضرب أعناقهم...... وحين قدموا أمام السياف ...... لمح الحجاج امرأة ذات جمال تبكي بحرقة ...... فقال: أحضروها.... فلما أن أحضرت بين يديه..... سألها ما الذي يبكيها؟ ....فأجابت: هؤلاء النفر الذين أمرت بضرب أعناقهم هم زوجي ..... وشقيقي ..... وابني فلذة كبدي .... .. فكيف لا أبكيهم؟.... فقرر الحجاج أن يعفو عن أحدهم إكراما لها وقال لها: تخيري أحدهم كي أعفو عنه ...... وكان ظنه أن تختار ولدها ...... خيم الصمت على المكان ...... وتعلقت الأبصار بالمرأة في انتظار من ستختار؟..... فصمتت المرأة هنيهة ..... ثم قالت: أختار أخي! .....وحيث فوجئ الحجاج من جوابها ...... سألها عن سر اختيارها ...... فأجابت: أما الزوج.... ... فهو موجود “أي يمكن أن تتزوج برجل غيره”..... وأما الولد .... فهو مولود “أي أنها تستطيع بعد الزواج إنجاب الولد”..... وأما الأخ ..... فهو مفقود “أي لتعذر وجود الأب والأم”...... فذهب قولها مثلاً وقد أعجب الحجاج بحكمتها وفطنتها ...... فقرر العفو عنهم جميعاً.......
فصار مثلا يضرب في الدلالة على منزلة الأخ .. والحث على صلة الرحم بين الأخوة ..
هو ذلك الكلام احياناً......ربما باهت شاحب لاطعم له ولا لون
يخرج من أفواهنا بكسل وأحيانا بضجر.....وهناك كلام يقطع أوصال المحبة .....أما أن يسم البدن ......أو يكون فقاعة في السماء ......حالما تنتهي مذاقه مر
انما أغلب الكلام بلا حياة ...لايترك صدى صوته مكتوم
سرعان مايتلاشى سرعان مايذبل ويموت بلا طعم او لون
أفلا نحتاج لاضافة بعض العسل على الكلام؟
السنا بحاجة لأن يصبح لكلماتنا.... طعم.... ونكهة
تربك الأذان بالجمال
فلنذيب الأحرف بقطع من السكر
لتلج قلب الأم .....ليبتهج الأب ....ليسعد الزوج .....ليضحك الطفل ....ليبتسم الصديق .....ليرتفع الفقير ....ليتواضع الغني
ليأمن عابر سبيل .....ليشعر الانسان بنوبة فرح ......تكن أنت صانعها لبضع دقائق فقط اضف حلاوة على الكلام
ودع غيرك يستمتع... بارتشاف عسل كلامك
وحلاوته تداعب قلبك
علم عينيك أن تعشق الأشياء من حولها .....وأجعل في قلبك فسحة كبيرة .....لجميع الأرواح من حوله .....علمه فنون الأحتضان والحنان .....وأن يجعل مرسم الحب بداخله أكبر
لتجعل عمر الحرف أطول .....وأنفاسه أعطر
لتكن أنت الأفضل ....وترى من حولك هم الأقرب
فقط اضف عسلا على الكلام
صفــــــــــات من يحبـــــــك
ان من يحبك ليس بالضرورة يطالبك ان تحبه
ان من يحبك.... يحب راحتك وسعادتك اين ما كانت ومع من كانت
ان من يحبك .....يحافظ عليك وعلى سمعتك واحترامك ولا يتردد في الدفاع عنك وبدون انتظار مقابل
ان من يحبك ....يفرح لفرحك ويحزن لحزنك
ويغار عليك
ان من يحبك .....يحبك لذاتك وشخصك وليس لمظهرك او مكانتك في المجتمع
ان من يحبك..... يتقبلك حتى بعيوبك ولا يعايرك بها من وقت لآخر
ان من يحبك..... تكون مصلحتك لديه اولا
ان من يحبك.... يحبك بلا غاية او هدف ويكفيه انه يحبك
ان من يحبك .....من السهل ان يضحي من اجلك بدون تذمر
او تملل
ان من يحبك.... لا يرضى بجرح مشاعرك أو ......يتسبب في سقوط دمعة من عينيك .....وإن فعل فهو يسارع بالاعتذار بدون عناد أو تأخير
ان من يحبك...... يعطيك الثقة والامان وامكانية الاعتماد عليه
تحت اي ظرف
ان من يحبك..... ينصحك او ينتقدك بلطف وبدون تجريح
ان من يحبك...... لايتخيل الحياة بدونك ولا يمكن ان يبدلك في حياته بشيء اخر مهما بلغ حجم الاغراء
ان من يحبك..... يظهر لك مشاعره بأي طريقة ولايكتفي بترديد ان الفعل هو الاهم
الألم ليس مذموما دائما ولا مكروه أبدا ، فقد يكون خيرا للعبد أن يتألم. إن الدعاء الحا يأتي مع الألم ، والتسبيح الصادق يصاحب الألم ، وتألم الطالب زمن التحصيل وحمله لأعباء الطلب يثمر عالما جهبذا ، لأنه احترق في البداية فأشرق في النهاية. وتألم الشاعر ومعاناته لما يقول تنتج أدبا مؤثرا خلابا ، لأنه انقدح مع الألم من القلب والعصب والدم فهز المشاعر وحرك الأفئدة. ومعاناة الكاتب تخرج نتاجا حيا جذابا يمور بالعبر والصور والذكريات.
عندما كنت معتكفا في بيت الله الحرام بالعشر الأواخر من رمضان وبعد صلاة الفجر نحضر كل يوم درس للشيخ ابن عثيمين- رحمه الله- وسأل أحد الطلاب الشيخ عن مسألة فيها شبهة وعن رأي ابن باز فيها ؟ فأجاب الشيخ السائل وأثنى على الشيخ ابن باز -رحمهما الله جميعا-. وبينما كنت أستمع للدرس فإذا رجل بجانبي في أواخر الثلاثينات تقريبا عيناه تذرفان الدمع بشكل غزير وارتفع صوت نشيجه حتى أحس به الطلاب . وعندما فرغ الشيخ ابن عثيمين من درسه وانفض المجلس ونظرت للشاب الذي كان بجواري يبكي فإذا هو في حال حزينة ومعه المصحف فاقتربت منه أكثر ودفعني فضولي فسألته بعد أن سلمت عليه : كيف حالك أخي ؟ ما يبكيك؟ فأجاب بلغة مكسره نوعا ما: جزاك الله خيرا .. وعاودت سؤاله مرة أخرى : ما يبكيك أخي؟؟ فقال بنبرة حزينة : لا لا شي إنما تذكرت ابن باز فبكيت. واتضح لي من حديثه أنه من دولة باكستان أو أفغانستان وكان يرتدي الزي السعودي وأردف قائلاً كانت لي مع الشيخ قصة وهي : أنني كنت قبل عشر سنوات أعمل حارسا في أحد مصانع البلك بمدينة الطائف وجاءتني رسالة من باكستان بأن والدتي في حالة خطره ويلزم اجراء عملية لزرع كلية لها وتكلفة العملية 7000 آلاف ريال سعودي ولم يكن عندي سوى 1000 ألف ريال ولم أجد من يعطيني مالا فطلبت من المصنع سلفة ورفضوا .. فقالوا لي أن والدتي الآن في حال خطره وإذا لم تجر العملية خلال أسبوع ربما تموت وحالتها في تدهور وكنت أبكي طوال اليوم فهذه أمي التي ربتني وسهرت علي . وأمام هذا الظرف القاسي قررت القفز لأحد المنازل المجاورة للمصنع الساعة الثانية ليلا وبعد قفزي لسور المنزل بلحظات لم أشعر إلا برجال الشرطة يمسكون بي ويرمون بي بسيارتهم وأظلمت الدنيا بعدها في عيني . وفجأة وقبل صلاة الفجر إذا برجال الشرطة يرجعونني لنفس المنزل الذي كنت أنوي سرقة اسطوانات الغاز منه وأدخلوني للمجلس ثم انصرف رجال الشرطة فإذا بأحد الشباب يقدم لي طعاماً وقال كل بسم الله . ولم أصدق ما أنا فيه . وعندما أذن الفجر قالوا لي توضأ للصلاة وكنت وقتها بالمجلس خائفا أترقب. فإذا برجل كبير السن يقوده احد الشباب يدخل علي بالمجلس وكان يرتدي بشتاً وأمسك بيدي وسلم علي قائلاً : هل أكلت ؟ قلت له : نعم وأمسك بيدي اليمنى وأخذني معه للمسجد وصلينا الفجر وبعدها رأيت الرجل المسن الذي أمسك بيدي يجلس على كرسي بمقدمة المسجد والتف حوله المصلون وكثير من الطلاب فأخذ الشيخ يتكلم ويحدث عليهم ووضعت يدي على رأسي من الخجل والخوف !!! يا آآآآالله ماذا فعلت؟ سرقت منزل الشيخ ابن باز وكنت أعرفه باسمه فقد كان مشهورا عندنا بباكستان. وعند فراغ الشيخ من الدرس أخذوني للمنزل مرة أخرى وأمسك الشيخ بيدي وتناولنا الإفطار بحضور كثير من الشباب وأجلسني الشيخ بجواره وأثناء الأكل قال لي الشيخ : ما اسمك؟ قلت له مرتضى. قال لي : لم سرقت ؟ فأخبرته بالقصة .. فقال : حسنا سنعطيك 9000 آلاف ريال قلت له المطلوب 7000 آلاف !! قال الباقي : مصروف لك ولكن لا تعاود السرقة مرة أخرى يا ولدي. فأخذت المال وشكرته ودعوت له. وسافرت لباكستان وأجرت والدتي العملية وتعافت بحمد الله. وعدت بعد خمسة أشهر للسعودية وتوجهت للرياض أبحث عن الشيخ وذهبت إليه بمنزله فعرفته بنفسي وعرفني وسألني عن والدتي وأعطيته مبلغ 1500 ريال قال ما هذا؟ قلت : الباقي .. فقال : هو لك !! وقلت للشيخ يا شيخ لي طلب عندك فقال ما هو يا ولدي. قلت أريد أن اعمل عندك خادما أو أي شيء أرجوك يا شيخ لا ترد طلبي حفظك الله. فقال : حسنا .. وبالفعل أصبحت أعمل بمنزل الشيخ حتى وفاته رحمه الله ... وقد أخبرني احد الشباب المقربين من الشيخ عن قصتي قائلاً: أتعرف أنك عندما قفزت للمنزل كان الشيخ يصلي الليل وسمع صوتا في الحوش وضغط على الجرس الذي يستخدمه الشيخ لإيقاظ أهل بيته للصلوات المفروضة فقط. فاستيقظوا جميعا واستغربوا ذلك وأخبرهم أنه سمع صوتا فأبلغوا أحد الحراس واتصل على الشرطة وحضروا عل الفور وأمسكوا بك. وعندما علم الشيخ بذلك قال ما الخبر قالوا له لص حاول السرقة وذهبوا به للشرطة فقال الشيخ وهو غاضب : لا لا هاتوه الآن من الشرطة ؟ أكيد ما سرق إلا هو محتاج ثم حدث ما صار في القصة .. قلت لصاحبي وقد بدت الشمس بالشروق هون عليك الأمة كلها بكت على فراقه... ................................ ............... ...... ... اللهم ارحم الشيخ ابن باز رحمة واسعة..
تزوجتامرأة، وبعد ستة أشهر ولدت طفلا، والمعروف أن المرأة غالبا ما تلد بعدتسعة أشهر أو سبعة أشهر من الحمل، فظن الناس أنها لم تكن مخلصة لزوجها،وأنها حملت من غيره قبل زواجها منه.
فأخذوها إلى الخليفة ليعاقبها،وكان الخليفة حينئذ هو عثمان بن عفان- رضي الله عنه- فلما ذهبوا إليه،وجدوا الإمام عليا موجودا عنده، فقال لهم: ليس لكم أن تعاقبوها لهذاالسبب. فتعجبوا وسألوه: وكيف ذلك؟ فقال لهم: لقد قال الله تعالى: (وحملهوفصاله ثلاثون شهرا) (أي أن الحمل وفترة الرضاعة ثلاثون شهرا). وقالتعالى: (والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين) (أي أن مدة الرضاعة سنتين. إذن فالرضاعة أربعة وعشرون شهرا، والحمل يمكن أن يكون ستة أشهر فقط.(
المرأة والفقيه
سمعت امرأة أن عبد الله بن مسمعود- رضي الله عنه- لعن من تغير خلقتها من النساء، فتفرق بين أسنانها للزينة، وترقق حاجبيها.
فذهبت إليه، وسألته عن ذلك، فقال لها: ومالي لا ألعن من لعنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو في كتاب الله.
فقالت المرأة في دهشة واستغراب: لقد قرأت القرآن الكريم كله لكني لم أجد فيه شيئا يشير إلى لعن من يقمن بعمل مثل هذه الأشياء.
وهناظهرت حكمة الفقيه الذي يفهم دينه فهما جيدا، فقال للمرأة: أما قرأت قولالله تعالى: { وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا}؟!
أجابت المرأة: بلى، فقال لها: إذن فقد نهى القرآن عنه- أيضا-.
الحق والباطل
سأل أحد الناس عبد الله بن عباس- رضي الله عنهما- فقال له: ما تقول في الغناء؟ أحلال أم حرام؟
فقال ابن عباس: لا أقول حراما إلا ما ذكر في كتاب الله أنه حرام.
فقال الرجل: أحلال هو؟
فقال ابن عباس: ولا أقول حلالاً إلا ما ذكر في كتاب الله أنه حلال.
ونظر ابن عباس إلى الرجل، فرأى على وجهه علامات الحيرة.
فقال له: أرأيت الحق والباطل إذا جاءا يوم القيامة، فأين يكون الغناء؟
فقال الرجل: يكون مع الباطل.
وهنا قال ابن عباس: اذهب فقد أفتيت نفسك .
السؤال الصعب
جاء شيخ كبير إلى مجلس الإمام الشافعى، فسأله: ما الدليل والبرهان في دين الله؟ فقال الشافعي: كتاب الله.
فقالالشيخ: وماذا- أيضا-؟ قال: سنة رسول الله. قال الشيخ: وماذا- أيضا-؟ قال: اتفاق الأمة. قال الشيخ: من أين قلت اتفاق الأمة؟ فسكت الشافعي، فقال لهالشيخ: سأمهلك ثلاثة أيام. فذهب الإمام الشافعى إلى بيته، وظل يقرأ ويبحثفي الأمر. وبعد ثلاثة أيام جاء الشيخ إلى مجلس الشافعي، فسلم وجلس. فقالله الشافعي: قرأت القرآن في كل يوم وليلة ثلاث مرات، حتى هداني الله إلىقوله تعالى: {ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيلالمؤمنين نوفه ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا}. فمن خالف ما اتفق عليهعلماء المسلمين من غير دليل صحيح أدخله الله النار، وساءت مصيرا. فقالالشيخ: صدقت
ولما وقف قال ..... ولم يكن يدري ...... أن أحدا سيكتب قوله
ارتجل قائلا :
أنا العبد الذي كسب الذنوبا وصدته الأماني أن يتوبا أنا العبد الذي أضحى حزينا على زلاته قلقا كئيبا أنا العبد الذي سطرت عليه صحائف لم يخف فيها الرقيبا أنا العبد المسئ عصيت سرا فما لي الآن لا أبدي النحيبا أنا العبد المفرط ضاع عمري فلم أرع الشبيبة والمشيبا أنا العبد الغريق بلج بحر أصيح لربما ألقى مجيبا أنا العبد السقيم من الخطايا وقد أقبلت التمس الطبيبا ....... أنا العبد المخلف عن أناس حووا من كل معروف نصيبا أنا العبد الشريد ظلمت نفسي وقد وافيت بابكم منيبا أنا العبد الفقير مددت كفي إليكم فادفعوا عني الخطوبا أنا الغدار كم عاهدت عهدا وكنت على الوفاء به كذوبا أنا المقطوع فارحمني وصلني ويسر منك لي فرجا قريبا أنا المضطر أرجو منك عفوا ومن يرجو رضاك فلن يخيبا فيا أسفي على عمر تقضى ولم أكسب به إلا الذنوبا وأحذر أن يعاجلني ممات يحير هول مصرعه اللبيبا وياحزناه من حشري ونشري بيوم يجعل الولدان شيبا تفطرت السماء به ومارت أصبحت الجبال به كثيبا إذا ما قمت حيرانا ظميئا حسير الطرف عريانا سليبا وياخجلاه من قبح اكتسابي إذا ما أبدت الصحف العيوبا وذلة موقف وحساب عدل أكون به على نفسي حسيبا ويا حذراه من نار تلظى إذا زفرت وأقلقت القلوبا تكاد إذا بدت تنشق غيظا على من كان ظلاما مريبا -فيا من مد في كسب الخطايا خطاه أما يأنى لك أن تتوبا ألا فاقلع وتب واجهد فإنا رأينا كل مجتهد مصيبا وأقبل صادقا في العزم واقصد جنابا للمنيب له رحيبا وكن للصالحين أخا وخلا وكن في هذه الدنيا غريبا وكن عن كل فاحشة جبانا وكن في الخير مقداما نجيبا
شعر جمال الدين الصرصري
وهذا رابط الفيديو كليب الخاص بالقصيدة :: للشيخ مشارى راشد العفاسي
كيف يجتمع التصديق الجازم الذي لا شك فيه بالمعاد والجنة والنار ويتخلف العمل، وهل في الطباع البشرية أن يعلم العبد أنه مطلوب غداً إلى بين يدي بعض الملوك ليعاقبه أشد عقوبة، أو يكرمه أتم كرامة، ويبيت ساهيا غافلا لا يتذكر موقفه بين يدي الملك، ولا يستعد له ولا يأخذ له أهبة ؟!.
الإجابة:
قيل هذا لعمر الله سؤال صحيح وارد على أكثر هذا الخلق، واجتماع هذين الأمرين من أعجب الأشياء، وهذا التخلف له عدة أسباب:
أحدها: ضعف العلم ونقصان اليقين ومن ظن أن العلم لا يتفاوت فقوله من أفسد الأقوال، وأبطلها، وقد سأل إبراهيم الخليل ربه أن يريه أحياء الموتى عيانا بعد علمه بقدرة الرب على ذلك ليزداد طمأنينة ويصير المعلوم غيبا شهادة، وقد روى أحمد في مسنده عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (( ليس الخبر كالمعاين )).
فإذا اجتمع إلى ضعف العلم: عدم استحضاره أو غيبته عن القلب كثيراً من أوقاته، أو أكثرها لاشتغاله بما يضاده.
وانضم إلى ذلك: تقاضي الطبع وغلبات الهوى واستيلاء الشهوةوتسويل النفسوغرور الشيطانواستبطاء الوعدوطول الأمل ورقدة الغفلةوحب العاجلةورخص التأويلوإلف العوائدفهناك لا يمسك الإيمان في القلب إلا الذي يمسك السموات والأرض أن تزولا.
وبهذا السبب يتفاوت الناس في الإيمان والأعمال حتى ينتهي إلى أدني مثقال ذرة في القلب.
وجماع هذه الأسباب يرجع إلى: ضعف البصيرة والصبر ولهذا مدح الله سبحانه أهل الصبر واليقين وجعلهم أئمة في الدين فقال تعالى {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ}.
قال لقمان الحكيم لابنه : يا بنيّ إنَ الدنيا بحر عميق ، وقد غرق فيه ناس كثير ، فاجعـل سفينتك فيها تقوى الله ، والأعمال الصالحة بضاعتك التي تحمل فيها ، والحرص عليها ربحك ، والأيام مَوجـُها ، وكتاب الله دليلها ، وَرَدُّ النفسِ عن الهوى حبالها ، والموت ساحلها ، والقيامة أرض المتجر التي تخرج إليها ، والله مالكها ... قال لقمان لإبنه : يا بني إذا افتخر الناس بحسن كلامهم ، فافتخر بحسن صمتك ......
من هداية الحمار -الذي هو ابلد الحيوانات - أن الرجل يسير به ويأتي به الى منزله من البعد في ليلة مظلمة فيعرف المنزل فإذا خلى جاء اليه ، ويفرق بين الصوت الذي يستوقف به والصوت الذي يحث به على السير فمن لم يعرف الطريق الى منزله - وهو الجنـــة - فهو أبلد من الحمار.
من الروائع ......خطبة الأحنف بن قيس لقوم كانوا عنده"
قال أبو علي: وحدثنا أبو بكر رحمه اللّه تعالى قال أخبرنا أبو عثمان عن التوزيّ قال: أخبرني رجل من أهل البصرة ...عن رجل من بني تميم قال: حضرت مجلس الأحنف بن قيس وعنده قوم مجتمعون في أمرهم، فحمد اللّه وأثنى عليه ثم قال:
إن الكرم، منع الحرم،
ما أقرب النقمة من أهل البغي،
لا خير في لذة تعقب ندماً،
لن يهلك من قصد، ولن يفتقر من زهد،
وخير القول ما صدقه الفعل؛
ربَّ هزلٍ قد عاد جداً،
من أهل الزمان خانه، ومن تعظَّم عليه أهانه؛
دعوا المزاح فإنه يورث الضغائن،
وخير القول ما صدّقه الفعل؛
احتملوا لمن أدل عليكم،
وأقبلوا عذر من اعتذر اليكم؛
أطلع أخاك وإن عصاك، وصله وإن جفاك؛
أنصف من نفسك قبل أن ينتصف منك؛
وإياكم ومشاورة النساء
واعلم أن كفر النعمة لؤم، وصحبة الجاهل شؤم؛
ومن الكرم، أن الوفاء بالذِّمم،
ما أقبح القطيعة بعد الصلة، والجفاء بعد اللَّطف، والعداوة بعد الودّ،
لا تكونن على الإساءة أقوى منك على الإحسان،
ولا إلى البخل أسرع منك الى البذل.
واعلم أن لك من دنياك، ما أصلحت به مثواك،
فأنفق في حقِّ، ولا تكونن خازناً لغيرك.
وإذا كان الغدر في الناس موجوداً، فالثقة بكل أحد عجز،
إعرف الحق لمن عرفه لك. واعلم أن قطيعة الجاهل، تعدل صلة العاقل،
كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول: ( رحم الله امرأً أهدى إلي عيوبي ) وكان يسأل سلمان عن عيوبه، فلما قدم عليه قال: ما الذي بلغك عني مما تكرهه.
قال: أعفني يا أمير المؤمنين فألح عليه، فقال: بلغني أنك جمعت بين إدامين على مائدة وأن لك حلتين حلة بالنهار وحلة بالليل.
قال: وهل بلغك غير هذا ؟ قال: لا، قال: أما هذان فقد كفيتهما.
وكان يسأل حذيفة ويقول له: أنت صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم في معرفة المنافقين فهل ترى علي شيئا من آثار النفاق.
فهو على جلالة قدره وعلو منصبه هكذا كانت تهمته لنفسه رضي الله عنه.
فكل من كان أرجح عقلا وأقوى في الدين وأعلى منصبًا، كان أكثر تواضعًا، وأبعد عن الكبر والإعجاب وأعظم اتهامًا لنفسه، وهذا يعتبر نادرًا يعز وجوده.
فقليل في الأصدقاء من يكون مخلصًا صريحًا بعيدًا عن المداهنة متجنبًا للحسد يخبرك بالعيوب ولا يزيد فيها ولا ينقص وليس له أغراض يرى ما ليس عيبا عيبًا أو يخفي بعضها.
قيل لبعض العلماء، وقد اعتزل الناس وكان منطويًا عنهم: لِمَ امتنعت عن المخالطة؟ فقال: وماذا أصنع بأقوام يخفون عني عيوبي.
فكانت شهوة صاحب الدين في التنبيه على العيوب، عكس ما نحن عليه، وهو أن أبغض الناس إلينا الناصحين لنا والمنبهين لنا على عيوبنا، وأحب الناس إلينا الذي يمدحوننا مع أن المدح فيه أضرار عظيمة كالكبر والإعجاب والكذب.
وهذا دليل على ضعف الإيمان فإن الأخلاق السيئة أعظم ضررًا من الحيات والعقارب ونحوها.
ولو أن إنسانًا نبهك على أن في ثوبك أو خفك أو فراشك حية أو عقربًا لشكرته ودعوت له وأعظمت صنيعه ونصيحته واجتهدت واشتغلت في إبعادها عنك وحرصت على قتلها.
وهذه ضررها على البدن فقط ويدوم ألمها زمن يسير وضرر الأخلاق الرديئة على القلب ويخشى أن تدوم حتى بعد الموت ولا نفرح بمن ينبهنا عليها ولا نشتغل بإزالتها.
بل نقابل نصح الناصح بقولنا له: تبكيتًا وتخجيلاً وأنت فيك وفيك ناظر نفسك ولا عليك منا كلٌ أبصر بنفسه.
ونشتغل بالعداوة معه عن الانتفاع بنصحه بدل ما نشكره على نصحه لنا بتنبيهه لنا على عيوبنا، فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
اللهم ألهمنا رشدنا وبصرنا بعيوبنا وأشغلنا بمداواتها ووفقنا للقيام بشكر من يطلعنا على مساوينا بمنك وكرمك يا أكرم الأكرمين.
دخلأحمد بن أيمن البصرة يوما , فصنع له مسلم بن عمران التاجر مأدبة طعام دعا إليه جماعةمن وجوه التجار وأعيان الأدباء. وكان لمسلم بن عمران ابنان غاية في الجمال والحٌسن كأنهما مغموسان في الجمال غمسا,وكان أحمد بن أيمن ينظر إليهما متعجبا ومندهشا من حُسنهما , وكان كلما أراد أن يبعد ناظريها عنهما عاد ناظره تلقائيا من عظيم حُسنهما.
وكان أبوهما ينظر إليه ويراقب نظراته لابنيه ,حتى قال أحمد بن أيمن: ما رأيت كاليوم قط دميتين لا تفتح الأعين على أجمل منهما؛
فالتفت إليه أبوهما وقال له : إني أحب أن تعوّذهما_يعني مخافة العين_ ,فعوّهما أحمد بن أيمن بالأذكار المأثورة, ثم قال : ما أظنك إلا قد أحسنت اختيار أمهما التي أنجبتهما لك , كأنك تزوجت ابنة قيصر حتى أنجبتهما لك في صيغتهما الملوكية من الحُسن والأدب والرونق.
فقال له مسلم : إذًا ماذا تقول لو أخبرتك أنني لا أحب إلا امرأة دميمة بدمامتها هي أحب الناس إليّ وأخفهن على قلبي ,وأصلحهن لي , ولا تساويها لا بنات قيصر ولا كسرى.
فاستعجب ابن أيمن لِما يسمع ودٌهش أيما دهشة وحزن أشد الحزن على أم الغلامين أن يكون هذا الرجل_والد الولدين_ قد فضّل وأحب تلك الدميمة وتركها هي بجمالها وحُسنها,فلم يستطع امساك نفسه وقال:والله لقد كفرت النعمة وغدرت وجحدت لأن أم هذين الغلامين فوق النساء إذ ظهر جمالها في ولديها .
فقال له مسلم بن عمران : والله إن الأمر كما ذركتُ لك فإني لا أحب إلا إمراة دميمة أنستني كل جميلة في النساء ولو جرأتُ ووصفتها لك لما خرج من فمي إلا كل لفظ قبيح لأصف لك مدى دمامتها , فهي ليست دميمة دمامة عادية بل هي في منتهى القبح, وليس لها في نفسي إلا الحب والحس الصادق.
فقال ابن أيمن: والله ماأظنك إلا شيطانا من الشياطين , وكيف تحتمل زوجتك حبك لتلك الدميمة, أهي بهيمة لا تعقل, أم أنت ساحر , أم فيك ما ليس في الناس , أم أنا لا افقه شيئا؟
فضحك مسلم وقال : إن لي خبرا عجيبا : كنت أتاجر مابين الأُبلّة والبصرة << مدينتان وكنت أربح ولا أخسر , حتى كثر مالي , فأحببت أن أتوسع في تجارتي أكثر , وكنت شابا في أول هجمة الفتوة على الدنيا وأحب التعلم والأدب وجميل , فقلت لعلي أتاجر في الأفاق البعيدة فأرى الناس وعاداتهم وأتعلم علما وأعتبر بعبرة وفي نفس الوقت أتاجر وربما أجد الزوجة التي اشتهيها وأرغبها وكانت الصفات التي اريدها فيها تبلغ الغاية في كل شيء فلم أجدها لا في البصرة ولا في الأُبلّة , وجعلت أسافر من مكان إلى آخر حتى وصلت إلى بلخ << مدينة في أفغانستان وكان فيها عالم اسمه أبو عبد الله البلخي وكان من قبل عندنا في البصرة فلما سمعت عنه أردت أن أحضر له درسا لأنه قد كتب كتابا عنّا _أهل البصرة_ فدخلت وغذا به يتحدث عن أمر يهمني كثيرا , كان يتحدث عن جمال النساء , فسمعت منه كلاما لم أسمع ولم أقرأ مثله قط , حتى حفظته عن ظهر غيب من روعته. فقال ابن أيمن : والله لقد اشتقت لمعرفة ماقاله البلخي. فقال مسلم: سمعت البلخي يتكلم عن الجمال والقبح فقال أولا من المعاني المهمة أن الجمال درجات , لكن الإسلام أصّل أصلا جديدا وهو أنه لا يسمي المرأة بالدمامة , نبقى نتحدث عن المرأة في درجات الجمال لا يمكن أن نحدث عنها في درجات القبح , لأنها مهما بلغت من صفات القبح تبقى جميلة وفيها من صفات الجمال, ثم قال أليست الجنة تحت أقدام الأمهات ؟! فإذا كانت الجنة وهي أحسن مانعرف تحت أقدام امرأة , كيف يمكن أن تُوصف امرأة بأنها قبيحة أو دميمة, هل يجوز ذلك أدبا أو عقلا؟!
هل يستطيع انسان أن يصف أمه بأنها قبيحة؟! تبقى الأم لأنها أم لها جمالها ويتعلق القلب بها حبا , فلا تُسمى دميمة حتى لو كانت كذلك , فهذا من الأدب والعقل. ومن روعة الإسلام أن الرسول صلى الله عليه وسلّم وصّى بالنساء خيرا وهو في آخر حياته فما زال يوصي بالنساء ويرفع شأنهن حتى كان آخر ما وصى به ثلاث كلمات، كان يتكلم بهن إلى أن تلجلج لسانه وخفى كلامه؛ جعل يقول : «الصلاة …الصلاة. وما ملكت أيمانكم لا تكلفوهم مالا يطيقون؛ الله الله في النساء» .
قال الشيخ: كأن المرأة من حيث هي إنما هي صلاة تتعبد بها الفضائل، فوجبت رعايتها وتلقيها بحقها، وقد ذكر قبلها الرقيق، لأن الزواج بطبيعته نوع رق؛ ولكنه ختم بها وقد بدأ بالصلاة، لأن الزواج في حقيقته نوع عبادة.
قال الشيخ: ولو أن أماًّ كانت دميمة شوهاء في أعين الناس، لكانت مع ذلك في عين أطفالها أجمل من ملكة على عرشها؛
ثم قال الشيخ : إن الجمال الذي يقيس به الناس هو جمال الجسد , وبعض الناس قد يتعلق بامرأة لأنه رأى صورتها لم يرى الروح ولا الطباع ولا النفس ولا العقل وإنما رأى الجسد فقط, أليست هذه المسألة أقرب إلى البهيميةوالحيوانية لأنها مرتبطة بالغرائز والشهوات؟!
نحن لا نلغي الغرائز والشهوات وإنما هو جزء وليس كل شيئ.
ثم تابع الشيخ قوله :ولكن جمال المرأة الحقيقي هو في انسانيتها لا في حيوانيتها , فلو كانت المرأة بجسدها فقط عندها نكون قد نزلنا بالإنسان إلى درجة الحيوان , لأن القضية أصبحت جسد فقط.
أما المؤمن العاقل فهو الذي ينظر إلى معان أخرى شاملة للحياة بالإضافة إلى معان الجسد.
نحن لا نلغي مقاييس الجسد ولكن إذا كان هو الأساس والأهم عندنا عندها نكون أقرب إلى الحيوان.
ثم تابع الشيخ قوله: تخيلوا لو أن امرأة جسدها جميل لكن أخلاقها سيئة وعقلها جاهل وتصرفاتها هوجاء, وقارنوها بامرأة قد تكون مشوهة لكنها عاقلة وحكيمة وحبيبة ولطيفة ومراعية لزوجها,أيهم أقرب إلى النفس؟ إلا أصحاب النفوس المشوّهة المرتبطة بالحيوانية والغريزية.
إذًا فالمسألة قضية نسبية ولا بد ان ننظر إليها بهذين الأمرين. فالمرأة مهما كانت جميلة فمصيرها أن تفقد هذا الجمال يوما , أي أنها لن تبقى بدرجة جمالها الخلابة. لكن العقل والحكمة والروح والخلق هو الذي يبقى ويزداد مع الأيام في الغالب, فانظروا وتأملوا إلى بعد النظر وليس فقط إلى النظرة الحيوانية.
فالذي لا يرى من الجمال إلا الصورة فهذا إنسان ليس لديه بُعد نظر, ليست العينين هي التي تقرر أي الشيئين أجمل, لكن الحكم على الجمال ياتي من ثلاثة مصادر(العين والقلب والعقل) فالعين قد لا تعجبها الصورة , ولكن القلب والعقل ثلثان وهما أعظم (فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا). فقام أحمد بن أيمن من مكانه بعدما سمع كلام الشيخ على لسان مسلم بن عمران ,وأخذ يدور في المجلس مما دخل قلبه ونفسه من روعة الحديث.
يقول مسلم بن عمران : فنظرت في شروطي في الزوجة التي أريدها , فإذا المقاييس انقلبت فقلت: ان تزوجت يوما فما أبالي جمالا ولا قبحا بالعين , إنما اريد انسانية كاملة مني ومنها ومن أولادنا.
ثم رجعت إلى البصرة وقررت أسكن بها فزارني الناس , فبدأت أفكر أنني أريدها عاقلة رزينة ولكن أيضا لامانع ان كانت ذات حسب ونسب رفيع ليس شرطا أساسا ولكن إن توفر فهو خير , فبدأت أسأل فلم أجد أسرة حسيبة وصاحبة أموال مثل الأسرة التي منها جد هذين الولدين, فسالت هل عنده ابنة؟ فقالوا نعم ولكن هيهات أن يزوجكها فقد عرض كبار التجار أنفسهم عليها ولكن اباها رفضهم كلهم , فقلت في نفسي : لابد أن هذه الفتاة هي المثالية التي أبحث عنها من زمن,جميلة وصاحبة حسب ونسب , وقد بحثت عنها في كل مكان وهي قريبة مني في البصرة!
فقال أبو أيمن: قد علمنا خبرها وانك تزوجتها وانجبت لك هذين الغلامين في منتهى الجمال, فماخبر تلك الدميمة التي أحببتها؟ فقال له مسلم : اصبر يارجل واسمع بقية القصة فقال له أبو أيمن : هات ماعندك فأكمل مسلم حديثه: فذهبت إلى هذا التاجر وقلت له أنا فلان بن فلان, وعرفته بنفسي , وقلت له أني أريد ابنته زوجة لي , فقال: أنا لا أستطيع أن أرد ولكنني أنصحك ألا تتزوجها, فتعجبت منه وسألته لماذا؟ فقال: ابنتي مكرمة ومعززة وتعيش ملكة في بيتها وأنا أخشى أنك لن تكرمها اكراما كافيا , فقلت له: سأكرمها ولها ماتريد فزوجنيها ,فقال لي : ابنتها لها مواصفات لا ترضيك فدعها في بيتها معززة , فازداد شوقي لأن أتزوجها, فقلت له : والله مهما كان فيها من صفات فأنا أريد أن أتزوجها فأهم ماأريده جمال النفس والخُلق,فوافقني وأتيته مع ملأ من التجار .
هنا قال له احمد بن أيمن: قد عرفنا والله خبرك مع هذه الحسناء فقل لنا خبر تلك الدميمة ولماذا أحببتها وفضلتها على هذه الحسيبة الجميلة؟!. فقال له مسلم: مهلا فستنتهي القصة إليها, قد صبرت إلى الآن أفلا تصبر على كلمات تعرف بها من هذه الدميمة,فإني والله ماعرفتها إلا في العرس!
ثم أكمل: وذهبت إليه مع ملأ من التجار فخطبنا وأكرم الضيوف ونحر لهم, ثم قال لي :إن أردت ان تدخل على زوجتك الآن فادخل ولا شيء يمنعك,فقلت له : هذا ما أحبه, وبعد ان ذهب الناس مازال يحدثني حتى جاء المغرب فصلى بي ثم , ثم بدأ يدعو ويدعو يدعو فتململت فكأن ابنته ستدخل إلى مصيبة لا عرس , ومازال يدعو حتى العشاء ثم قام وصلاها بي , وأخذ بيدي فأدخلني إلى دار قد فرشت بأحسن فرش، وبها خدم وجوار في نهاية من النظافة؛ فما استقر بي الجلوس حتى نهض وقال: أستودعك الله، وقدم الله لكما الخير وأحرز التوفيق.
ثم أقبل عليّ عجائز أصغرهن في الستين. فصاح أحمد ابن أيمن: وهل دميمتك عجوز أيضا ....؟! ما أراك يابن عمران إلا قتلت أم الغلامين! ثم أكم ابن عمران حديثه: ثم جاؤوا بزوجتي وأرخوا الستر علينا, وخلوت بزوجتي.
فصاح ابن أيمن وقد أكله الغيظ: لقد أطلت علينا، فستحكي لنا قصتك إلى الصباح، قد علمناها ويلك، فما خبر الدميمة الشوهاء؟ قال مسلم: لم تكن الدميمة الشوهاء إلا العروس! فزاغت أعين الجماعة، وأطرق ابن أيمن إطراقة
ولكن الرجل مضى يقول: فقد كانت والله في منتهى القبح والدمامة ولكن لما نظرتها لم أر إلا ما كنت حفظته عن البلخي، ، وما أسرع ما قامت المسكينة فأكبت على يدي وقالت: ( يا سيدي، إني سر من أسرار والدي كتمه والدي وأفضى به إليك، إذ رآك أهلاً لستره عليه؛ فلا تخيب ظنه فيك، ولو كان الذي يُطلب من الزوجة حسن صورتها دون حسن تدبيرها وعفافها لعظمت محنتي، وأرجو من الله أن ترى من أخلاقي وعقلي مايغير نظرتك لي في حُسن الصورة وسأبلغ محبتك في كل ما تأمرني؛ ولو انك آذيتني لرأيت الأذى منك نعمة، فكيف إن وسعني كرمك وسترك؟ إنك لا تعامل الله بأفضل من أن تكون سبباً في سعادة بائسة مثلي. أفلا تحرص يا سيدي، على أن تكون هذا السبب الشريف )؟.
ثم قامت وجائتني بمال في كيس وقالت لي: استر عليّ وابقني زوجة لك وخذ هذا المال والجواهر والذهب وتزوج به ثلاثا فقد أباح الله لك ذلك.
والله لقد ملكت قلبي ملكاً لا تصل إليه حسناء بحسنها؛ فقلت لها: إن جزاء ما قدمت ما تسمعينه مني: ( والله لأجعلنك حظي من دنياي فيما يؤثره الرجل من المرأة ولأضربن على نفسي الحجاب ما تنظر نفسي إلى أنثى غيرك أبداً). ثم أتممتُ سرورها ، فحدثتها بما حفظته عن أبي عبد الله البلخي فأيقنت والله يا أحمد أنها نزلت مني في أرفع منازلها وجعلت تحسُن وتحسُن كالغصن الذي كان مجروداً ثم وخزته الخضرة من هنا وهناك.
وعاشرتها فهي أضبط النساء وأحسنهن تدبيراً وأشفقهن علي واجبهن لي وإذا راحتي وطاعتي أول أمرها وآخره وإذا عقلها وذكاؤها يظهران لي من جمال معانيها ما لا يزال يكثر ويكثر، فجعل القبح يقل ويقل وزال القبح باعتيادي رؤيته وبقيت المعاني على جمالها وصارت لي هذه الزوجة هي المرأة وفوق المرأة. ولما ولدت لي جاء ابنها رائع الصورة؛ فحدثتني أنها كانت لا تزال تتمنى على كرم الله وقدرته أن تتزوج وتلد أجمل الأولاد، ولم تدع ذلك من فكرها قط وألف لها عقلها صورة غلام تتمثله وما برحت تتمثله فإذا هي أيضاً كان لها شأن كشأني وكان فكرها عملاً يعمل في نفسها ويديرها ويصرفها .
ورزقني الله منها هذين الابنين الرائعين لك، فانظر؛ أي معجزتين من معجزات الإيمان. . !
فالقبح ليس قبح الجسد, ولكن القبح الحقيقي هو قبح العقل وقبح الروح وقبح الأخلاق وقبح العاطفة.
شكا رجل إلى الحسن الجدوبة : فقال له : استغفر الله ، وشكا آخر إليه الفقر فقال له : استغفر الله وقال له آخر : ادع الله أن يرزقني ولدًا فقال له : استغفر الله وشكا إليه آخر جفاف بستانه ، فقال له : استغفر الله ، فقال له الربيع بن صبيح أتاك رجال يشكون أنواعًا فأمرتهم كلهم بالاستغفار فقال : ما قلت من عندي شيئًا !
إن الله عز وجل يقول في سورة نوح : " فقلت { استغفروا ربكم إنه كان غفار * يرسل السماء عليكم مدرارا * ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا } . قال الرجل للحسن البصري : أما يستحي أحدنا من ربه ؟ نفعل الذنب ثم نستغفر ثم نفعله مرة أخرى
ثم يستغفر وهكذا . فقال له الحسن : ودَّ الشيطانُ لو ظفر منكم بهذا .. لا تتركوا الاستغفار ابدًا .
عندما يُـذكر الجمال و الحسن فأنهم يقولون الجمال اليوسفي نسبة إلى سيدنا (يوسف عليه السلام)
و قد كان رسول الله( صلى الله عليه وسلم ) من أجمل البشر
و كذلك كان سيدنا آدم (عليه السلام ) أجمل من حواء
غير أن حواء هي أجمل النساء
و يليها في المرتبة الثانية سارة زوجة سيدنا إبراهيم (عليه السلام)
هل تعلمون أن عيسى (عليه السلام )من جماله و حسنه كان يـُــرى أن شعره مبلول بالماء و هو ليس كذلك وهل تعلمون أن جبريل( عليه السلام ) لم يتمثل بصورة بشر إلا بصورة رجل ورجل من شده جماله فانه يشع نوراً
وهل تعلمون أن عمر بن الخطاب(رضي الله عنه ) قام بنفي أحد الشباب من المدينة المنورة إلى البصرة عندما علا صيته و أشتهر بحسنه و جماله وذاك هو نصر بن حجاج الذي تقول عنه أحدى النساء هل من سبيلٍ ألى خمرٍ فأشربها أم من سبيلٍ إلى نصر بن حجاجِ.
غير ذلك فأن ما يميز الرجل هي اللحية اللحية هي نعمة جليلة عظيمة تفضل الله بها على الرجال وميزهم عن النساء
وجعلها زينة لهم لما تضفي عليهم من سيما الرجولة والهيبة والوقار. وهي ليست مجرد شعيرات تنبت في الوجه فقط،
بل إنها من شعائر الإسلام الظاهرة التي نتقرب إلى الله
بإعفائها وتعظيمها فهي من سنن المصطفى وقد أمر بإعفائها وإرجائها غير ذلك فإن الرجل لا يحتاج لأضافاتٍ متعددة لأبراز جماله من ثياب أو مجوهرات أو حرير أو مساحيق أو غير ذلك و كما قيل جمال الرجل الأدب وجمال المرأةالــذهـــب
هذا ليس مقصوراً على البشر فقط فقد جعل الله سبحانه و تعالى الجمال في الذكور أكثر منه في الأناث أنظروا ألى الأسد مثلاً ... هل هناك وجه مقارنة بين جماله او جمال اللبوه
وكل ماهو جميل في الحيواانات فهو من صنف الذكر
هذا الواقع الذي يجهله الكثيرين
ويقال ان الرجل اجمل في عباراته .. وارق في حبه .. واخلص في مشاعره .,
فانت الاب الذي طالما حنوت علي وربيتني وكنت صديقا وقريباً ،
وانت الاخ الذي دائماا تكون سندي في هذه الدنيا الغابره ،
وانت الصديق الذي اراه بجانبي بكل صدق وتقدير,,
وانت الحبيب الذي معك اكمل نصفي الثاني واسير في الطريق,,
معك فقط استطيع ان ارنوا بمشاعري واحلق بعيداا بحبك,,
وعطفك .. وحنانك .. وقوتك ,,,,
فانت الاجمل حينما تلمس المرأه منك عطفك وحنااك
واخلاصك وضميرك
ووجود دائم بحب وسمو ,,,
وليس بقسووتك وجبروتك وظلمك وخيانتك,,,
وهذه صفاات الرجوله الحقيقيه اينما تكون ،،،
وليست فقط صفه ذكر تنهي الموضوع ،،،
فانت الرجل الاجمل حين تكوون رجلاً حقيقياً بدون زيف وخدااع .
يحكى أن الحجاج بن يوسف قبض على ثلاثة في تهمة وأودعهم السجن.... ثم أمر بهم أن تضرب أعناقهم...... وحين قدموا أمام السياف ...... لمح الحجاج امرأة ذات جمال تبكي بحرقة ...... فقال: أحضروها.... فلما أن أحضرت بين يديه..... سألها ما الذي يبكيها؟ ....فأجابت: هؤلاء النفر الذين أمرت بضرب أعناقهم هم زوجي ..... وشقيقي ..... وابني فلذة كبدي .... .. فكيف لا أبكيهم؟.... فقرر الحجاج أن يعفو عن أحدهم إكراما لها وقال لها: تخيري أحدهم كي أعفو عنه ...... وكان ظنه أن تختار ولدها ...... خيم الصمت على المكان ...... وتعلقت الأبصار بالمرأة في انتظار من ستختار؟..... فصمتت المرأة هنيهة ..... ثم قالت: أختار أخي! .....وحيث فوجئ الحجاج من جوابها ...... سألها عن سر اختيارها ...... فأجابت: أما الزوج.... ... فهو موجود “أي يمكن أن تتزوج برجل غيره”..... وأما الولد .... فهو مولود “أي أنها تستطيع بعد الزواج إنجاب الولد”..... وأما الأخ ..... فهو مفقود “أي لتعذر وجود الأب والأم”...... فذهب قولها مثلاً وقد أعجب الحجاج بحكمتها وفطنتها ...... فقرر العفو عنهم جميعاً.......
فصار مثلا يضرب في الدلالة على منزلة الأخ .. والحث على صلة الرحم بين الأخوة ..
هو ذلك الكلام احياناً......ربما باهت شاحب لاطعم له ولا لون
يخرج من أفواهنا بكسل وأحيانا بضجر.....وهناك كلام يقطع أوصال المحبة .....أما أن يسم البدن ......أو يكون فقاعة في السماء ......حالما تنتهي مذاقه مر
انما أغلب الكلام بلا حياة ...لايترك صدى صوته مكتوم
سرعان مايتلاشى سرعان مايذبل ويموت بلا طعم او لون
أفلا نحتاج لاضافة بعض العسل على الكلام؟
السنا بحاجة لأن يصبح لكلماتنا.... طعم.... ونكهة
تربك الأذان بالجمال
فلنذيب الأحرف بقطع من السكر
لتلج قلب الأم .....ليبتهج الأب ....ليسعد الزوج .....ليضحك الطفل ....ليبتسم الصديق .....ليرتفع الفقير ....ليتواضع الغني
ليأمن عابر سبيل .....ليشعر الانسان بنوبة فرح ......تكن أنت صانعها لبضع دقائق فقط اضف حلاوة على الكلام
ودع غيرك يستمتع... بارتشاف عسل كلامك
وحلاوته تداعب قلبك
علم عينيك أن تعشق الأشياء من حولها .....وأجعل في قلبك فسحة كبيرة .....لجميع الأرواح من حوله .....علمه فنون الأحتضان والحنان .....وأن يجعل مرسم الحب بداخله أكبر
لتجعل عمر الحرف أطول .....وأنفاسه أعطر
لتكن أنت الأفضل ....وترى من حولك هم الأقرب
فقط اضف عسلا على الكلام
صفــــــــــات من يحبـــــــك
ان من يحبك ليس بالضرورة يطالبك ان تحبه
ان من يحبك.... يحب راحتك وسعادتك اين ما كانت ومع من كانت
ان من يحبك .....يحافظ عليك وعلى سمعتك واحترامك ولا يتردد في الدفاع عنك وبدون انتظار مقابل
ان من يحبك ....يفرح لفرحك ويحزن لحزنك
ويغار عليك
ان من يحبك .....يحبك لذاتك وشخصك وليس لمظهرك او مكانتك في المجتمع
ان من يحبك..... يتقبلك حتى بعيوبك ولا يعايرك بها من وقت لآخر
ان من يحبك..... تكون مصلحتك لديه اولا
ان من يحبك.... يحبك بلا غاية او هدف ويكفيه انه يحبك
ان من يحبك .....من السهل ان يضحي من اجلك بدون تذمر
او تملل
ان من يحبك.... لا يرضى بجرح مشاعرك أو ......يتسبب في سقوط دمعة من عينيك .....وإن فعل فهو يسارع بالاعتذار بدون عناد أو تأخير
ان من يحبك...... يعطيك الثقة والامان وامكانية الاعتماد عليه
تحت اي ظرف
ان من يحبك..... ينصحك او ينتقدك بلطف وبدون تجريح
ان من يحبك...... لايتخيل الحياة بدونك ولا يمكن ان يبدلك في حياته بشيء اخر مهما بلغ حجم الاغراء
ان من يحبك..... يظهر لك مشاعره بأي طريقة ولايكتفي بترديد ان الفعل هو الاهم
الألم ليس مذموما دائما ولا مكروه أبدا ، فقد يكون خيرا للعبد أن يتألم. إن الدعاء الحا يأتي مع الألم ، والتسبيح الصادق يصاحب الألم ، وتألم الطالب زمن التحصيل وحمله لأعباء الطلب يثمر عالما جهبذا ، لأنه احترق في البداية فأشرق في النهاية. وتألم الشاعر ومعاناته لما يقول تنتج أدبا مؤثرا خلابا ، لأنه انقدح مع الألم من القلب والعصب والدم فهز المشاعر وحرك الأفئدة. ومعاناة الكاتب تخرج نتاجا حيا جذابا يمور بالعبر والصور والذكريات.
عندما كنت معتكفا في بيت الله الحرام بالعشر الأواخر من رمضان وبعد صلاة الفجر نحضر كل يوم درس للشيخ ابن عثيمين- رحمه الله- وسأل أحد الطلاب الشيخ عن مسألة فيها شبهة وعن رأي ابن باز فيها ؟ فأجاب الشيخ السائل وأثنى على الشيخ ابن باز -رحمهما الله جميعا-. وبينما كنت أستمع للدرس فإذا رجل بجانبي في أواخر الثلاثينات تقريبا عيناه تذرفان الدمع بشكل غزير وارتفع صوت نشيجه حتى أحس به الطلاب . وعندما فرغ الشيخ ابن عثيمين من درسه وانفض المجلس ونظرت للشاب الذي كان بجواري يبكي فإذا هو في حال حزينة ومعه المصحف فاقتربت منه أكثر ودفعني فضولي فسألته بعد أن سلمت عليه : كيف حالك أخي ؟ ما يبكيك؟ فأجاب بلغة مكسره نوعا ما: جزاك الله خيرا .. وعاودت سؤاله مرة أخرى : ما يبكيك أخي؟؟ فقال بنبرة حزينة : لا لا شي إنما تذكرت ابن باز فبكيت. واتضح لي من حديثه أنه من دولة باكستان أو أفغانستان وكان يرتدي الزي السعودي وأردف قائلاً كانت لي مع الشيخ قصة وهي : أنني كنت قبل عشر سنوات أعمل حارسا في أحد مصانع البلك بمدينة الطائف وجاءتني رسالة من باكستان بأن والدتي في حالة خطره ويلزم اجراء عملية لزرع كلية لها وتكلفة العملية 7000 آلاف ريال سعودي ولم يكن عندي سوى 1000 ألف ريال ولم أجد من يعطيني مالا فطلبت من المصنع سلفة ورفضوا .. فقالوا لي أن والدتي الآن في حال خطره وإذا لم تجر العملية خلال أسبوع ربما تموت وحالتها في تدهور وكنت أبكي طوال اليوم فهذه أمي التي ربتني وسهرت علي . وأمام هذا الظرف القاسي قررت القفز لأحد المنازل المجاورة للمصنع الساعة الثانية ليلا وبعد قفزي لسور المنزل بلحظات لم أشعر إلا برجال الشرطة يمسكون بي ويرمون بي بسيارتهم وأظلمت الدنيا بعدها في عيني . وفجأة وقبل صلاة الفجر إذا برجال الشرطة يرجعونني لنفس المنزل الذي كنت أنوي سرقة اسطوانات الغاز منه وأدخلوني للمجلس ثم انصرف رجال الشرطة فإذا بأحد الشباب يقدم لي طعاماً وقال كل بسم الله . ولم أصدق ما أنا فيه . وعندما أذن الفجر قالوا لي توضأ للصلاة وكنت وقتها بالمجلس خائفا أترقب. فإذا برجل كبير السن يقوده احد الشباب يدخل علي بالمجلس وكان يرتدي بشتاً وأمسك بيدي وسلم علي قائلاً : هل أكلت ؟ قلت له : نعم وأمسك بيدي اليمنى وأخذني معه للمسجد وصلينا الفجر وبعدها رأيت الرجل المسن الذي أمسك بيدي يجلس على كرسي بمقدمة المسجد والتف حوله المصلون وكثير من الطلاب فأخذ الشيخ يتكلم ويحدث عليهم ووضعت يدي على رأسي من الخجل والخوف !!! يا آآآآالله ماذا فعلت؟ سرقت منزل الشيخ ابن باز وكنت أعرفه باسمه فقد كان مشهورا عندنا بباكستان. وعند فراغ الشيخ من الدرس أخذوني للمنزل مرة أخرى وأمسك الشيخ بيدي وتناولنا الإفطار بحضور كثير من الشباب وأجلسني الشيخ بجواره وأثناء الأكل قال لي الشيخ : ما اسمك؟ قلت له مرتضى. قال لي : لم سرقت ؟ فأخبرته بالقصة .. فقال : حسنا سنعطيك 9000 آلاف ريال قلت له المطلوب 7000 آلاف !! قال الباقي : مصروف لك ولكن لا تعاود السرقة مرة أخرى يا ولدي. فأخذت المال وشكرته ودعوت له. وسافرت لباكستان وأجرت والدتي العملية وتعافت بحمد الله. وعدت بعد خمسة أشهر للسعودية وتوجهت للرياض أبحث عن الشيخ وذهبت إليه بمنزله فعرفته بنفسي وعرفني وسألني عن والدتي وأعطيته مبلغ 1500 ريال قال ما هذا؟ قلت : الباقي .. فقال : هو لك !! وقلت للشيخ يا شيخ لي طلب عندك فقال ما هو يا ولدي. قلت أريد أن اعمل عندك خادما أو أي شيء أرجوك يا شيخ لا ترد طلبي حفظك الله. فقال : حسنا .. وبالفعل أصبحت أعمل بمنزل الشيخ حتى وفاته رحمه الله ... وقد أخبرني احد الشباب المقربين من الشيخ عن قصتي قائلاً: أتعرف أنك عندما قفزت للمنزل كان الشيخ يصلي الليل وسمع صوتا في الحوش وضغط على الجرس الذي يستخدمه الشيخ لإيقاظ أهل بيته للصلوات المفروضة فقط. فاستيقظوا جميعا واستغربوا ذلك وأخبرهم أنه سمع صوتا فأبلغوا أحد الحراس واتصل على الشرطة وحضروا عل الفور وأمسكوا بك. وعندما علم الشيخ بذلك قال ما الخبر قالوا له لص حاول السرقة وذهبوا به للشرطة فقال الشيخ وهو غاضب : لا لا هاتوه الآن من الشرطة ؟ أكيد ما سرق إلا هو محتاج ثم حدث ما صار في القصة .. قلت لصاحبي وقد بدت الشمس بالشروق هون عليك الأمة كلها بكت على فراقه... ................................ ............... ...... ... اللهم ارحم الشيخ ابن باز رحمة واسعة..
تزوجتامرأة، وبعد ستة أشهر ولدت طفلا، والمعروف أن المرأة غالبا ما تلد بعدتسعة أشهر أو سبعة أشهر من الحمل، فظن الناس أنها لم تكن مخلصة لزوجها،وأنها حملت من غيره قبل زواجها منه.
فأخذوها إلى الخليفة ليعاقبها،وكان الخليفة حينئذ هو عثمان بن عفان- رضي الله عنه- فلما ذهبوا إليه،وجدوا الإمام عليا موجودا عنده، فقال لهم: ليس لكم أن تعاقبوها لهذاالسبب. فتعجبوا وسألوه: وكيف ذلك؟ فقال لهم: لقد قال الله تعالى: (وحملهوفصاله ثلاثون شهرا) (أي أن الحمل وفترة الرضاعة ثلاثون شهرا). وقالتعالى: (والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين) (أي أن مدة الرضاعة سنتين. إذن فالرضاعة أربعة وعشرون شهرا، والحمل يمكن أن يكون ستة أشهر فقط.(
المرأة والفقيه
سمعت امرأة أن عبد الله بن مسمعود- رضي الله عنه- لعن من تغير خلقتها من النساء، فتفرق بين أسنانها للزينة، وترقق حاجبيها.
فذهبت إليه، وسألته عن ذلك، فقال لها: ومالي لا ألعن من لعنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو في كتاب الله.
فقالت المرأة في دهشة واستغراب: لقد قرأت القرآن الكريم كله لكني لم أجد فيه شيئا يشير إلى لعن من يقمن بعمل مثل هذه الأشياء.
وهناظهرت حكمة الفقيه الذي يفهم دينه فهما جيدا، فقال للمرأة: أما قرأت قولالله تعالى: { وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا}؟!
أجابت المرأة: بلى، فقال لها: إذن فقد نهى القرآن عنه- أيضا-.
الحق والباطل
سأل أحد الناس عبد الله بن عباس- رضي الله عنهما- فقال له: ما تقول في الغناء؟ أحلال أم حرام؟
فقال ابن عباس: لا أقول حراما إلا ما ذكر في كتاب الله أنه حرام.
فقال الرجل: أحلال هو؟
فقال ابن عباس: ولا أقول حلالاً إلا ما ذكر في كتاب الله أنه حلال.
ونظر ابن عباس إلى الرجل، فرأى على وجهه علامات الحيرة.
فقال له: أرأيت الحق والباطل إذا جاءا يوم القيامة، فأين يكون الغناء؟
فقال الرجل: يكون مع الباطل.
وهنا قال ابن عباس: اذهب فقد أفتيت نفسك .
السؤال الصعب
جاء شيخ كبير إلى مجلس الإمام الشافعى، فسأله: ما الدليل والبرهان في دين الله؟ فقال الشافعي: كتاب الله.
فقالالشيخ: وماذا- أيضا-؟ قال: سنة رسول الله. قال الشيخ: وماذا- أيضا-؟ قال: اتفاق الأمة. قال الشيخ: من أين قلت اتفاق الأمة؟ فسكت الشافعي، فقال لهالشيخ: سأمهلك ثلاثة أيام. فذهب الإمام الشافعى إلى بيته، وظل يقرأ ويبحثفي الأمر. وبعد ثلاثة أيام جاء الشيخ إلى مجلس الشافعي، فسلم وجلس. فقالله الشافعي: قرأت القرآن في كل يوم وليلة ثلاث مرات، حتى هداني الله إلىقوله تعالى: {ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيلالمؤمنين نوفه ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا}. فمن خالف ما اتفق عليهعلماء المسلمين من غير دليل صحيح أدخله الله النار، وساءت مصيرا. فقالالشيخ: صدقت
ولما وقف قال ..... ولم يكن يدري ...... أن أحدا سيكتب قوله
ارتجل قائلا :
أنا العبد الذي كسب الذنوبا وصدته الأماني أن يتوبا أنا العبد الذي أضحى حزينا على زلاته قلقا كئيبا أنا العبد الذي سطرت عليه صحائف لم يخف فيها الرقيبا أنا العبد المسئ عصيت سرا فما لي الآن لا أبدي النحيبا أنا العبد المفرط ضاع عمري فلم أرع الشبيبة والمشيبا أنا العبد الغريق بلج بحر أصيح لربما ألقى مجيبا أنا العبد السقيم من الخطايا وقد أقبلت التمس الطبيبا ....... أنا العبد المخلف عن أناس حووا من كل معروف نصيبا أنا العبد الشريد ظلمت نفسي وقد وافيت بابكم منيبا أنا العبد الفقير مددت كفي إليكم فادفعوا عني الخطوبا أنا الغدار كم عاهدت عهدا وكنت على الوفاء به كذوبا أنا المقطوع فارحمني وصلني ويسر منك لي فرجا قريبا أنا المضطر أرجو منك عفوا ومن يرجو رضاك فلن يخيبا فيا أسفي على عمر تقضى ولم أكسب به إلا الذنوبا وأحذر أن يعاجلني ممات يحير هول مصرعه اللبيبا وياحزناه من حشري ونشري بيوم يجعل الولدان شيبا تفطرت السماء به ومارت أصبحت الجبال به كثيبا إذا ما قمت حيرانا ظميئا حسير الطرف عريانا سليبا وياخجلاه من قبح اكتسابي إذا ما أبدت الصحف العيوبا وذلة موقف وحساب عدل أكون به على نفسي حسيبا ويا حذراه من نار تلظى إذا زفرت وأقلقت القلوبا تكاد إذا بدت تنشق غيظا على من كان ظلاما مريبا -فيا من مد في كسب الخطايا خطاه أما يأنى لك أن تتوبا ألا فاقلع وتب واجهد فإنا رأينا كل مجتهد مصيبا وأقبل صادقا في العزم واقصد جنابا للمنيب له رحيبا وكن للصالحين أخا وخلا وكن في هذه الدنيا غريبا وكن عن كل فاحشة جبانا وكن في الخير مقداما نجيبا
شعر جمال الدين الصرصري
وهذا رابط الفيديو كليب الخاص بالقصيدة :: للشيخ مشارى راشد العفاسي
كيف يجتمع التصديق الجازم الذي لا شك فيه بالمعاد والجنة والنار ويتخلف العمل، وهل في الطباع البشرية أن يعلم العبد أنه مطلوب غداً إلى بين يدي بعض الملوك ليعاقبه أشد عقوبة، أو يكرمه أتم كرامة، ويبيت ساهيا غافلا لا يتذكر موقفه بين يدي الملك، ولا يستعد له ولا يأخذ له أهبة ؟!.
الإجابة:
قيل هذا لعمر الله سؤال صحيح وارد على أكثر هذا الخلق، واجتماع هذين الأمرين من أعجب الأشياء، وهذا التخلف له عدة أسباب:
أحدها: ضعف العلم ونقصان اليقين ومن ظن أن العلم لا يتفاوت فقوله من أفسد الأقوال، وأبطلها، وقد سأل إبراهيم الخليل ربه أن يريه أحياء الموتى عيانا بعد علمه بقدرة الرب على ذلك ليزداد طمأنينة ويصير المعلوم غيبا شهادة، وقد روى أحمد في مسنده عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (( ليس الخبر كالمعاين )).
فإذا اجتمع إلى ضعف العلم: عدم استحضاره أو غيبته عن القلب كثيراً من أوقاته، أو أكثرها لاشتغاله بما يضاده.
وانضم إلى ذلك: تقاضي الطبع وغلبات الهوى واستيلاء الشهوةوتسويل النفسوغرور الشيطانواستبطاء الوعدوطول الأمل ورقدة الغفلةوحب العاجلةورخص التأويلوإلف العوائدفهناك لا يمسك الإيمان في القلب إلا الذي يمسك السموات والأرض أن تزولا.
وبهذا السبب يتفاوت الناس في الإيمان والأعمال حتى ينتهي إلى أدني مثقال ذرة في القلب.
وجماع هذه الأسباب يرجع إلى: ضعف البصيرة والصبر ولهذا مدح الله سبحانه أهل الصبر واليقين وجعلهم أئمة في الدين فقال تعالى {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ}.
قال لقمان الحكيم لابنه : يا بنيّ إنَ الدنيا بحر عميق ، وقد غرق فيه ناس كثير ، فاجعـل سفينتك فيها تقوى الله ، والأعمال الصالحة بضاعتك التي تحمل فيها ، والحرص عليها ربحك ، والأيام مَوجـُها ، وكتاب الله دليلها ، وَرَدُّ النفسِ عن الهوى حبالها ، والموت ساحلها ، والقيامة أرض المتجر التي تخرج إليها ، والله مالكها ... قال لقمان لإبنه : يا بني إذا افتخر الناس بحسن كلامهم ، فافتخر بحسن صمتك ......
من هداية الحمار -الذي هو ابلد الحيوانات - أن الرجل يسير به ويأتي به الى منزله من البعد في ليلة مظلمة فيعرف المنزل فإذا خلى جاء اليه ، ويفرق بين الصوت الذي يستوقف به والصوت الذي يحث به على السير فمن لم يعرف الطريق الى منزله - وهو الجنـــة - فهو أبلد من الحمار.
من الروائع ......خطبة الأحنف بن قيس لقوم كانوا عنده"
قال أبو علي: وحدثنا أبو بكر رحمه اللّه تعالى قال أخبرنا أبو عثمان عن التوزيّ قال: أخبرني رجل من أهل البصرة ...عن رجل من بني تميم قال: حضرت مجلس الأحنف بن قيس وعنده قوم مجتمعون في أمرهم، فحمد اللّه وأثنى عليه ثم قال:
إن الكرم، منع الحرم،
ما أقرب النقمة من أهل البغي،
لا خير في لذة تعقب ندماً،
لن يهلك من قصد، ولن يفتقر من زهد،
وخير القول ما صدقه الفعل؛
ربَّ هزلٍ قد عاد جداً،
من أهل الزمان خانه، ومن تعظَّم عليه أهانه؛
دعوا المزاح فإنه يورث الضغائن،
وخير القول ما صدّقه الفعل؛
احتملوا لمن أدل عليكم،
وأقبلوا عذر من اعتذر اليكم؛
أطلع أخاك وإن عصاك، وصله وإن جفاك؛
أنصف من نفسك قبل أن ينتصف منك؛
وإياكم ومشاورة النساء
واعلم أن كفر النعمة لؤم، وصحبة الجاهل شؤم؛
ومن الكرم، أن الوفاء بالذِّمم،
ما أقبح القطيعة بعد الصلة، والجفاء بعد اللَّطف، والعداوة بعد الودّ،
لا تكونن على الإساءة أقوى منك على الإحسان،
ولا إلى البخل أسرع منك الى البذل.
واعلم أن لك من دنياك، ما أصلحت به مثواك،
فأنفق في حقِّ، ولا تكونن خازناً لغيرك.
وإذا كان الغدر في الناس موجوداً، فالثقة بكل أحد عجز،
إعرف الحق لمن عرفه لك. واعلم أن قطيعة الجاهل، تعدل صلة العاقل،
كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول: ( رحم الله امرأً أهدى إلي عيوبي ) وكان يسأل سلمان عن عيوبه، فلما قدم عليه قال: ما الذي بلغك عني مما تكرهه.
قال: أعفني يا أمير المؤمنين فألح عليه، فقال: بلغني أنك جمعت بين إدامين على مائدة وأن لك حلتين حلة بالنهار وحلة بالليل.
قال: وهل بلغك غير هذا ؟ قال: لا، قال: أما هذان فقد كفيتهما.
وكان يسأل حذيفة ويقول له: أنت صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم في معرفة المنافقين فهل ترى علي شيئا من آثار النفاق.
فهو على جلالة قدره وعلو منصبه هكذا كانت تهمته لنفسه رضي الله عنه.
فكل من كان أرجح عقلا وأقوى في الدين وأعلى منصبًا، كان أكثر تواضعًا، وأبعد عن الكبر والإعجاب وأعظم اتهامًا لنفسه، وهذا يعتبر نادرًا يعز وجوده.
فقليل في الأصدقاء من يكون مخلصًا صريحًا بعيدًا عن المداهنة متجنبًا للحسد يخبرك بالعيوب ولا يزيد فيها ولا ينقص وليس له أغراض يرى ما ليس عيبا عيبًا أو يخفي بعضها.
قيل لبعض العلماء، وقد اعتزل الناس وكان منطويًا عنهم: لِمَ امتنعت عن المخالطة؟ فقال: وماذا أصنع بأقوام يخفون عني عيوبي.
فكانت شهوة صاحب الدين في التنبيه على العيوب، عكس ما نحن عليه، وهو أن أبغض الناس إلينا الناصحين لنا والمنبهين لنا على عيوبنا، وأحب الناس إلينا الذي يمدحوننا مع أن المدح فيه أضرار عظيمة كالكبر والإعجاب والكذب.
وهذا دليل على ضعف الإيمان فإن الأخلاق السيئة أعظم ضررًا من الحيات والعقارب ونحوها.
ولو أن إنسانًا نبهك على أن في ثوبك أو خفك أو فراشك حية أو عقربًا لشكرته ودعوت له وأعظمت صنيعه ونصيحته واجتهدت واشتغلت في إبعادها عنك وحرصت على قتلها.
وهذه ضررها على البدن فقط ويدوم ألمها زمن يسير وضرر الأخلاق الرديئة على القلب ويخشى أن تدوم حتى بعد الموت ولا نفرح بمن ينبهنا عليها ولا نشتغل بإزالتها.
بل نقابل نصح الناصح بقولنا له: تبكيتًا وتخجيلاً وأنت فيك وفيك ناظر نفسك ولا عليك منا كلٌ أبصر بنفسه.
ونشتغل بالعداوة معه عن الانتفاع بنصحه بدل ما نشكره على نصحه لنا بتنبيهه لنا على عيوبنا، فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
اللهم ألهمنا رشدنا وبصرنا بعيوبنا وأشغلنا بمداواتها ووفقنا للقيام بشكر من يطلعنا على مساوينا بمنك وكرمك يا أكرم الأكرمين.