الثلاثاء، 28 سبتمبر 2010

من روائع الائمة

حكم البراءة

تزوجت امرأة، وبعد ستة أشهر ولدت طفلا، والمعروف أن المرأة غالبا ما تلد بعد تسعة أشهر أو سبعة أشهر من الحمل، فظن الناس أنها لم تكن مخلصة لزوجها، وأنها حملت من غيره قبل زواجها منه.

فأخذوها إلى الخليفة ليعاقبها، وكان الخليفة حينئذ هو عثمان بن عفان- رضي الله عنه- فلما ذهبوا إليه، وجدوا الإمام عليا موجودا عنده، فقال لهم: ليس لكم أن تعاقبوها لهذا السبب. فتعجبوا وسألوه: وكيف ذلك؟ فقال لهم: لقد قال الله تعالى: (وحمله وفصاله ثلاثون شهرا) (أي أن الحمل وفترة الرضاعة ثلاثون شهرا). وقال تعالى: (والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين) (أي أن مدة الرضاعة سنتين. إذن فالرضاعة أربعة وعشرون شهرا، والحمل يمكن أن يكون ستة أشهر فقط.(


المرأة والفقيه


سمعت امرأة أن عبد الله بن مسمعود- رضي الله عنه- لعن من تغير خلقتها من النساء، فتفرق بين أسنانها للزينة، وترقق حاجبيها.

فذهبت إليه، وسألته عن ذلك، فقال لها: ومالي لا ألعن من لعنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو في كتاب الله.

فقالت المرأة في دهشة واستغراب: لقد قرأت القرآن الكريم كله لكني لم أجد فيه شيئا يشير إلى لعن من يقمن بعمل مثل هذه الأشياء.

وهنا ظهرت حكمة الفقيه الذي يفهم دينه فهما جيدا، فقال للمرأة: أما قرأت قول الله تعالى: { وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا}؟!

أجابت المرأة: بلى، فقال لها: إذن فقد نهى القرآن عنه- أيضا-.



الحق والباطل

سأل أحد الناس عبد الله بن عباس- رضي الله عنهما- فقال له: ما تقول في الغناء؟ أحلال أم حرام؟

فقال ابن عباس: لا أقول حراما إلا ما ذكر في كتاب الله أنه حرام.

فقال الرجل: أحلال هو؟

فقال ابن عباس: ولا أقول حلالاً إلا ما ذكر في كتاب الله أنه حلال.

ونظر ابن عباس إلى الرجل، فرأى على وجهه علامات الحيرة.

فقال له: أرأيت الحق والباطل إذا جاءا يوم القيامة، فأين يكون الغناء؟

فقال الرجل: يكون مع الباطل.

وهنا قال ابن عباس: اذهب فقد أفتيت نفسك .


السؤال الصعب


جاء شيخ كبير إلى مجلس الإمام الشافعى، فسأله: ما الدليل والبرهان في دين الله؟ فقال الشافعي: كتاب الله.

فقال الشيخ: وماذا- أيضا-؟ قال: سنة رسول الله. قال الشيخ: وماذا- أيضا-؟ قال: اتفاق الأمة. قال الشيخ: من أين قلت اتفاق الأمة؟ فسكت الشافعي، فقال له الشيخ: سأمهلك ثلاثة أيام. فذهب الإمام الشافعى إلى بيته، وظل يقرأ ويبحث في الأمر. وبعد ثلاثة أيام جاء الشيخ إلى مجلس الشافعي، فسلم وجلس. فقال له الشافعي: قرأت القرآن في كل يوم وليلة ثلاث مرات، حتى هداني الله إلى قوله تعالى: {ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوفه ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا}. فمن خالف ما اتفق عليه علماء المسلمين من غير دليل صحيح أدخله الله النار، وساءت مصيرا. فقال الشيخ: صدقت


الاثنين، 20 سبتمبر 2010

الى الاحبة

جزء من محاضرة : للشيخ : عائض القرني

قصيدة الى الاحبة


خيالك ما بدا لي أم خيالي فما أدري يميني مِن شمالي

لقد سَكِرَت معاني الحب حتى أقام صلاته قبل الزوالِ

أتيتُ أحبتي فنسيتُ نفسي وكنت جوابهم قبل السؤالِ

نحرت على مُنى الإخوان شخصي كذاك النحر لا نحر الجمال

وطفت على قلوب الصحب سبعاً رملت على الحشا قبل الرمال

ولما جئت زمزم سابقتني دموع من سجال عن سجال

رويت من الدموع وقلت شكراً لساقي الماء مائي من دِلالي

دعوني أكتسي ثوباً لقلبي فقلبي مزقته يد الليالي

وفكوا مهجتي أبكي بدمع طهور يغسل الحقب الخوالي

فأحشائي جراحات كبار بها غاصت نصال في نصال

غفوت لعل طيف الحب يسري ونمت فأيقظتني سوء حالي

وكف الهجر يمسح دمع عيني فتشكوه الجفون إلى الوصالِ

لقد طالت ليالينا فهلا يصرمها نداء من بلال

الأحد، 19 سبتمبر 2010

أنا العبد الذي كسب الذنوبا



وقف أبو سليمان جمال الدين الصرصري يوما على المنبر

ولما وقف قال ..... ولم يكن يدري ...... أن أحدا سيكتب قوله

ارتجل قائلا :


أنا العبد الذي كسب الذنوبا
وصدته الأماني أن يتوبا
أنا العبد الذي أضحى حزينا
على زلاته قلقا كئيبا
أنا العبد الذي سطرت عليه
صحائف لم يخف فيها الرقيبا
أنا العبد المسئ عصيت سرا
فما لي الآن لا أبدي النحيبا
أنا العبد المفرط ضاع عمري
فلم أرع الشبيبة والمشيبا
أنا العبد الغريق بلج بحر
أصيح لربما ألقى مجيبا
أنا العبد السقيم من الخطايا
وقد أقبلت التمس الطبيبا
.......
أنا العبد المخلف عن أناس
حووا من كل معروف نصيبا
أنا العبد الشريد ظلمت نفسي
وقد وافيت بابكم منيبا
أنا العبد الفقير مددت كفي
إليكم فادفعوا عني الخطوبا
أنا الغدار كم عاهدت عهدا
وكنت على الوفاء به كذوبا
أنا المقطوع فارحمني وصلني
ويسر منك لي فرجا قريبا
أنا المضطر أرجو منك عفوا
ومن يرجو رضاك فلن يخيبا
فيا أسفي على عمر تقضى
ولم أكسب به إلا الذنوبا
وأحذر أن يعاجلني ممات
يحير هول مصرعه اللبيبا
وياحزناه من حشري ونشري
بيوم يجعل الولدان شيبا
تفطرت السماء به ومارت
أصبحت الجبال به كثيبا
إذا ما قمت حيرانا ظميئا
حسير الطرف عريانا سليبا
وياخجلاه من قبح اكتسابي
إذا ما أبدت الصحف العيوبا
وذلة موقف وحساب عدل
أكون به على نفسي حسيبا
ويا حذراه من نار تلظى
إذا زفرت وأقلقت القلوبا
تكاد إذا بدت تنشق غيظا
على من كان ظلاما مريبا
-فيا من مد في كسب الخطايا
خطاه أما يأنى لك أن تتوبا
ألا فاقلع وتب واجهد فإنا
رأينا كل مجتهد مصيبا
وأقبل صادقا في العزم واقصد
جنابا للمنيب له رحيبا
وكن للصالحين أخا وخلا
وكن في هذه الدنيا غريبا
وكن عن كل فاحشة جبانا
وكن في الخير مقداما نجيبا

شعر جمال الدين الصرصري




وهذا رابط الفيديو كليب الخاص بالقصيدة :: للشيخ مشارى راشد العفاسي

الخميس، 16 سبتمبر 2010

سؤال (؟) عن أعجب الأشياء

سؤال (؟) عن أعجب الأشياء

يجب عليه الإمام ابن القيم الجوزية رحمه الله

السؤال:

كيف يجتمع التصديق الجازم الذي لا شك فيه بالمعاد والجنة والنار ويتخلف العمل، وهل في الطباع البشرية أن يعلم العبد أنه مطلوب غداً إلى بين يدي بعض الملوك ليعاقبه أشد عقوبة، أو يكرمه أتم كرامة، ويبيت ساهيا غافلا لا يتذكر موقفه بين يدي الملك، ولا يستعد له ولا يأخذ له أهبة ؟!.

الإجابة:

قيل هذا لعمر الله سؤال صحيح وارد على أكثر هذا الخلق، واجتماع هذين الأمرين من أعجب الأشياء، وهذا التخلف له عدة أسباب:

أحدها: ضعف العلم ونقصان اليقين ومن ظن أن العلم لا يتفاوت فقوله من أفسد الأقوال، وأبطلها، وقد سأل إبراهيم الخليل ربه أن يريه أحياء الموتى عيانا بعد علمه بقدرة الرب على ذلك ليزداد طمأنينة ويصير المعلوم غيبا شهادة، وقد روى أحمد في مسنده عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (( ليس الخبر كالمعاين )).

فإذا اجتمع إلى ضعف العلم: عدم استحضاره أو غيبته عن القلب كثيراً من أوقاته، أو أكثرها لاشتغاله بما يضاده.

وانضم إلى ذلك: تقاضي الطبع وغلبات الهوى واستيلاء الشهوة وتسويل النفس وغرور الشيطان واستبطاء الوعد وطول الأمل ورقدة الغفلة وحب العاجلة ورخص التأويل وإلف العوائد فهناك لا يمسك الإيمان في القلب إلا الذي يمسك السموات والأرض أن تزولا.

وبهذا السبب يتفاوت الناس في الإيمان والأعمال حتى ينتهي إلى أدني مثقال ذرة في القلب.

وجماع هذه الأسباب يرجع إلى: ضعف البصيرة والصبر ولهذا مدح الله سبحانه أهل الصبر واليقين وجعلهم أئمة في الدين فقال تعالى {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ}.

نقل لكم

من كتاب الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي

الأربعاء، 15 سبتمبر 2010

اقوال القرطبي

قال القرطبي رحمه الله :

...... اعـلم أن الموت هو الخطب الأفظع ، والأمر الأشنع ، والكأس التي طعمها أكره وأبشع ، وأنه الأهدم للذات ، والأقطع للراحات ، والأجلب للكريهات ، فإن أمرا يقطع أوصالك ، ويفرق أعضاءك ، ويهدم أركانك ، لهو الأمر الفظيع ، والخطب الجسيم ، وإن يومه لهو اليوم العظيم ......

من روائع لقمان

قال لقمان الحكيم لابنه : يا بنيّ إنَ الدنيا بحر عميق ، وقد غرق فيه ناس كثير ، فاجعـل سفينتك فيها تقوى الله ، والأعمال الصالحة بضاعتك التي تحمل فيها ، والحرص عليها ربحك ، والأيام مَوجـُها ، وكتاب الله دليلها ، وَرَدُّ النفسِ عن الهوى حبالها ، والموت ساحلها ، والقيامة أرض المتجر التي تخرج إليها ، والله مالكها ...
قال لقمان لإبنه : يا بني إذا افتخر الناس بحسن كلامهم ، فافتخر بحسن صمتك ......


أبلد من الحمار

قال ابن القيم رحمه الله :

من هداية الحمار -الذي هو ابلد الحيوانات - أن الرجل يسير به ويأتي به الى منزله من البعد في ليلة مظلمة فيعرف المنزل فإذا خلى جاء اليه ، ويفرق بين الصوت الذي يستوقف به والصوت الذي يحث به على السير فمن لم يعرف الطريق الى منزله - وهو الجنـــة - فهو أبلد من الحمار.

خطبة الأحنف بن قيس

من الروائع ......خطبة الأحنف بن قيس لقوم كانوا عنده"

قال أبو علي: وحدثنا أبو بكر رحمه اللّه تعالى قال أخبرنا أبو عثمان عن التوزيّ قال: أخبرني رجل من أهل البصرة ...عن رجل من بني تميم قال: حضرت مجلس الأحنف بن قيس وعنده قوم مجتمعون في أمرهم، فحمد اللّه وأثنى عليه ثم قال:

إن الكرم، منع الحرم،

ما أقرب النقمة من أهل البغي،

لا خير في لذة تعقب ندماً،

لن يهلك من قصد، ولن يفتقر من زهد،

وخير القول ما صدقه الفعل؛

ربَّ هزلٍ قد عاد جداً،

من أهل الزمان خانه، ومن تعظَّم عليه أهانه؛

دعوا المزاح فإنه يورث الضغائن،

وخير القول ما صدّقه الفعل؛

احتملوا لمن أدل عليكم،

وأقبلوا عذر من اعتذر اليكم؛

أطلع أخاك وإن عصاك، وصله وإن جفاك؛

أنصف من نفسك قبل أن ينتصف منك؛

وإياكم ومشاورة النساء

واعلم أن كفر النعمة لؤم، وصحبة الجاهل شؤم؛

ومن الكرم، أن الوفاء بالذِّمم،

ما أقبح القطيعة بعد الصلة، والجفاء بعد اللَّطف، والعداوة بعد الودّ،

لا تكونن على الإساءة أقوى منك على الإحسان،

ولا إلى البخل أسرع منك الى البذل.

واعلم أن لك من دنياك، ما أصلحت به مثواك،

فأنفق في حقِّ، ولا تكونن خازناً لغيرك.

وإذا كان الغدر في الناس موجوداً، فالثقة بكل أحد عجز،

إعرف الحق لمن عرفه لك. واعلم أن قطيعة الجاهل، تعدل صلة العاقل،

قال : فما رأيت كلاماً أبلغ منه، فقمت وقد حفظته


رحم الله من أهدى إلي عيوبي.......

رحم الله من أهدى إلي عيوبي

للعلامة الشيخ الزاهد عبد العزيز السلمان رحمه الله

كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول: ( رحم الله امرأً أهدى إلي عيوبي ) وكان يسأل سلمان عن عيوبه، فلما قدم عليه قال: ما الذي بلغك عني مما تكرهه.

قال: أعفني يا أمير المؤمنين فألح عليه، فقال: بلغني أنك جمعت بين إدامين على مائدة وأن لك حلتين حلة بالنهار وحلة بالليل.

قال: وهل بلغك غير هذا ؟ قال: لا، قال: أما هذان فقد كفيتهما.

وكان يسأل حذيفة ويقول له: أنت صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم في معرفة المنافقين فهل ترى علي شيئا من آثار النفاق.

فهو على جلالة قدره وعلو منصبه هكذا كانت تهمته لنفسه رضي الله عنه.

فكل من كان أرجح عقلا وأقوى في الدين وأعلى منصبًا، كان أكثر تواضعًا، وأبعد عن الكبر والإعجاب وأعظم اتهامًا لنفسه، وهذا يعتبر نادرًا يعز وجوده.

فقليل في الأصدقاء من يكون مخلصًا صريحًا بعيدًا عن المداهنة متجنبًا للحسد يخبرك بالعيوب ولا يزيد فيها ولا ينقص وليس له أغراض يرى ما ليس عيبا عيبًا أو يخفي بعضها.

قيل لبعض العلماء، وقد اعتزل الناس وكان منطويًا عنهم: لِمَ امتنعت عن المخالطة؟ فقال: وماذا أصنع بأقوام يخفون عني عيوبي.

فكانت شهوة صاحب الدين في التنبيه على العيوب، عكس ما نحن عليه، وهو أن أبغض الناس إلينا الناصحين لنا والمنبهين لنا على عيوبنا، وأحب الناس إلينا الذي يمدحوننا مع أن المدح فيه أضرار عظيمة كالكبر والإعجاب والكذب.

وهذا دليل على ضعف الإيمان فإن الأخلاق السيئة أعظم ضررًا من الحيات والعقارب ونحوها.

ولو أن إنسانًا نبهك على أن في ثوبك أو خفك أو فراشك حية أو عقربًا لشكرته ودعوت له وأعظمت صنيعه ونصيحته واجتهدت واشتغلت في إبعادها عنك وحرصت على قتلها.

وهذه ضررها على البدن فقط ويدوم ألمها زمن يسير وضرر الأخلاق الرديئة على القلب ويخشى أن تدوم حتى بعد الموت ولا نفرح بمن ينبهنا عليها ولا نشتغل بإزالتها.

بل نقابل نصح الناصح بقولنا له: تبكيتًا وتخجيلاً وأنت فيك وفيك ناظر نفسك ولا عليك منا كلٌ أبصر بنفسه.

ونشتغل بالعداوة معه عن الانتفاع بنصحه بدل ما نشكره على نصحه لنا بتنبيهه لنا على عيوبنا، فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

اللهم ألهمنا رشدنا وبصرنا بعيوبنا وأشغلنا بمداواتها ووفقنا للقيام بشكر من يطلعنا على مساوينا بمنك وكرمك يا أكرم الأكرمين.

نقل لكم

من كتاب "إرشاد العباد للاستعداد ليوم المعاد" ص 22


الأحد، 12 سبتمبر 2010

الجمعة، 10 سبتمبر 2010

الأربعاء، 8 سبتمبر 2010

من روائع المتنبي

وإِذا لــم تَجِــدْ مِــنَ النـاسِ كُفْـأً....... ذاتُ خِــدْرٍ أَرادَتِ المَــوتَ بَعــلا

ولَذِيــذُ الحَيــاةِ أَنفَسُ فــي النَـفْـ سِ..... وأَشــهَى مِــن أَنْ يُمَـلَّ وأَحـلَى

وإِذا الشَـــيخُ قــالَ أُفٍّ فَمــا ........مَـ لّ حَيــاةً وإِنَّمــا الضّعْــفَ مَــلا

آلـــةُ العَيْشِ صِحَّـــةٌ وشَــبابٌ........... فــإِذا وَلَّيــا عَــنِ المَـرءِ وَلَّـى

أَبَــداً تَسْــتَرِدُّ مــا تَهَـبُ الـدُّنـ............ يــا فيـا ليـتَ جُودَهـا كـانَ بُخـلاْ

من روائع ابي تمام

إذا جاريت في خلق دنيئا ............ فأنت و من تجاريه سواءُ

رأيت الحر يجتنب المخازي ........ و يحميه عن الغدر الوفاءُ

و ما من شدة إلا سيأتي .............. لها من بعد شدتها رخاءُ

لقد جربت هذا الدهر حتى............. أفادتني التجارب و العناءُ

يعيش المرء ما استحيا بخيرٍ ........ و يبقى العود ما بقي اللحاءُ

فلا و الله ما في العيش خيرٌ ........... و لا الدنيا إذا ذهب الحياءُ

إذا لم تخشَ عاقبة الليالي .............. و لم تستحْيِ فاصنع ما تشاءُ

الثلاثاء، 28 سبتمبر 2010

من روائع الائمة

حكم البراءة

تزوجت امرأة، وبعد ستة أشهر ولدت طفلا، والمعروف أن المرأة غالبا ما تلد بعد تسعة أشهر أو سبعة أشهر من الحمل، فظن الناس أنها لم تكن مخلصة لزوجها، وأنها حملت من غيره قبل زواجها منه.

فأخذوها إلى الخليفة ليعاقبها، وكان الخليفة حينئذ هو عثمان بن عفان- رضي الله عنه- فلما ذهبوا إليه، وجدوا الإمام عليا موجودا عنده، فقال لهم: ليس لكم أن تعاقبوها لهذا السبب. فتعجبوا وسألوه: وكيف ذلك؟ فقال لهم: لقد قال الله تعالى: (وحمله وفصاله ثلاثون شهرا) (أي أن الحمل وفترة الرضاعة ثلاثون شهرا). وقال تعالى: (والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين) (أي أن مدة الرضاعة سنتين. إذن فالرضاعة أربعة وعشرون شهرا، والحمل يمكن أن يكون ستة أشهر فقط.(


المرأة والفقيه


سمعت امرأة أن عبد الله بن مسمعود- رضي الله عنه- لعن من تغير خلقتها من النساء، فتفرق بين أسنانها للزينة، وترقق حاجبيها.

فذهبت إليه، وسألته عن ذلك، فقال لها: ومالي لا ألعن من لعنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو في كتاب الله.

فقالت المرأة في دهشة واستغراب: لقد قرأت القرآن الكريم كله لكني لم أجد فيه شيئا يشير إلى لعن من يقمن بعمل مثل هذه الأشياء.

وهنا ظهرت حكمة الفقيه الذي يفهم دينه فهما جيدا، فقال للمرأة: أما قرأت قول الله تعالى: { وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا}؟!

أجابت المرأة: بلى، فقال لها: إذن فقد نهى القرآن عنه- أيضا-.



الحق والباطل

سأل أحد الناس عبد الله بن عباس- رضي الله عنهما- فقال له: ما تقول في الغناء؟ أحلال أم حرام؟

فقال ابن عباس: لا أقول حراما إلا ما ذكر في كتاب الله أنه حرام.

فقال الرجل: أحلال هو؟

فقال ابن عباس: ولا أقول حلالاً إلا ما ذكر في كتاب الله أنه حلال.

ونظر ابن عباس إلى الرجل، فرأى على وجهه علامات الحيرة.

فقال له: أرأيت الحق والباطل إذا جاءا يوم القيامة، فأين يكون الغناء؟

فقال الرجل: يكون مع الباطل.

وهنا قال ابن عباس: اذهب فقد أفتيت نفسك .


السؤال الصعب


جاء شيخ كبير إلى مجلس الإمام الشافعى، فسأله: ما الدليل والبرهان في دين الله؟ فقال الشافعي: كتاب الله.

فقال الشيخ: وماذا- أيضا-؟ قال: سنة رسول الله. قال الشيخ: وماذا- أيضا-؟ قال: اتفاق الأمة. قال الشيخ: من أين قلت اتفاق الأمة؟ فسكت الشافعي، فقال له الشيخ: سأمهلك ثلاثة أيام. فذهب الإمام الشافعى إلى بيته، وظل يقرأ ويبحث في الأمر. وبعد ثلاثة أيام جاء الشيخ إلى مجلس الشافعي، فسلم وجلس. فقال له الشافعي: قرأت القرآن في كل يوم وليلة ثلاث مرات، حتى هداني الله إلى قوله تعالى: {ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوفه ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا}. فمن خالف ما اتفق عليه علماء المسلمين من غير دليل صحيح أدخله الله النار، وساءت مصيرا. فقال الشيخ: صدقت


الاثنين، 20 سبتمبر 2010

الى الاحبة

جزء من محاضرة : للشيخ : عائض القرني

قصيدة الى الاحبة


خيالك ما بدا لي أم خيالي فما أدري يميني مِن شمالي

لقد سَكِرَت معاني الحب حتى أقام صلاته قبل الزوالِ

أتيتُ أحبتي فنسيتُ نفسي وكنت جوابهم قبل السؤالِ

نحرت على مُنى الإخوان شخصي كذاك النحر لا نحر الجمال

وطفت على قلوب الصحب سبعاً رملت على الحشا قبل الرمال

ولما جئت زمزم سابقتني دموع من سجال عن سجال

رويت من الدموع وقلت شكراً لساقي الماء مائي من دِلالي

دعوني أكتسي ثوباً لقلبي فقلبي مزقته يد الليالي

وفكوا مهجتي أبكي بدمع طهور يغسل الحقب الخوالي

فأحشائي جراحات كبار بها غاصت نصال في نصال

غفوت لعل طيف الحب يسري ونمت فأيقظتني سوء حالي

وكف الهجر يمسح دمع عيني فتشكوه الجفون إلى الوصالِ

لقد طالت ليالينا فهلا يصرمها نداء من بلال

الأحد، 19 سبتمبر 2010

أنا العبد الذي كسب الذنوبا



وقف أبو سليمان جمال الدين الصرصري يوما على المنبر

ولما وقف قال ..... ولم يكن يدري ...... أن أحدا سيكتب قوله

ارتجل قائلا :


أنا العبد الذي كسب الذنوبا
وصدته الأماني أن يتوبا
أنا العبد الذي أضحى حزينا
على زلاته قلقا كئيبا
أنا العبد الذي سطرت عليه
صحائف لم يخف فيها الرقيبا
أنا العبد المسئ عصيت سرا
فما لي الآن لا أبدي النحيبا
أنا العبد المفرط ضاع عمري
فلم أرع الشبيبة والمشيبا
أنا العبد الغريق بلج بحر
أصيح لربما ألقى مجيبا
أنا العبد السقيم من الخطايا
وقد أقبلت التمس الطبيبا
.......
أنا العبد المخلف عن أناس
حووا من كل معروف نصيبا
أنا العبد الشريد ظلمت نفسي
وقد وافيت بابكم منيبا
أنا العبد الفقير مددت كفي
إليكم فادفعوا عني الخطوبا
أنا الغدار كم عاهدت عهدا
وكنت على الوفاء به كذوبا
أنا المقطوع فارحمني وصلني
ويسر منك لي فرجا قريبا
أنا المضطر أرجو منك عفوا
ومن يرجو رضاك فلن يخيبا
فيا أسفي على عمر تقضى
ولم أكسب به إلا الذنوبا
وأحذر أن يعاجلني ممات
يحير هول مصرعه اللبيبا
وياحزناه من حشري ونشري
بيوم يجعل الولدان شيبا
تفطرت السماء به ومارت
أصبحت الجبال به كثيبا
إذا ما قمت حيرانا ظميئا
حسير الطرف عريانا سليبا
وياخجلاه من قبح اكتسابي
إذا ما أبدت الصحف العيوبا
وذلة موقف وحساب عدل
أكون به على نفسي حسيبا
ويا حذراه من نار تلظى
إذا زفرت وأقلقت القلوبا
تكاد إذا بدت تنشق غيظا
على من كان ظلاما مريبا
-فيا من مد في كسب الخطايا
خطاه أما يأنى لك أن تتوبا
ألا فاقلع وتب واجهد فإنا
رأينا كل مجتهد مصيبا
وأقبل صادقا في العزم واقصد
جنابا للمنيب له رحيبا
وكن للصالحين أخا وخلا
وكن في هذه الدنيا غريبا
وكن عن كل فاحشة جبانا
وكن في الخير مقداما نجيبا

شعر جمال الدين الصرصري




وهذا رابط الفيديو كليب الخاص بالقصيدة :: للشيخ مشارى راشد العفاسي

الخميس، 16 سبتمبر 2010

سؤال (؟) عن أعجب الأشياء

سؤال (؟) عن أعجب الأشياء

يجب عليه الإمام ابن القيم الجوزية رحمه الله

السؤال:

كيف يجتمع التصديق الجازم الذي لا شك فيه بالمعاد والجنة والنار ويتخلف العمل، وهل في الطباع البشرية أن يعلم العبد أنه مطلوب غداً إلى بين يدي بعض الملوك ليعاقبه أشد عقوبة، أو يكرمه أتم كرامة، ويبيت ساهيا غافلا لا يتذكر موقفه بين يدي الملك، ولا يستعد له ولا يأخذ له أهبة ؟!.

الإجابة:

قيل هذا لعمر الله سؤال صحيح وارد على أكثر هذا الخلق، واجتماع هذين الأمرين من أعجب الأشياء، وهذا التخلف له عدة أسباب:

أحدها: ضعف العلم ونقصان اليقين ومن ظن أن العلم لا يتفاوت فقوله من أفسد الأقوال، وأبطلها، وقد سأل إبراهيم الخليل ربه أن يريه أحياء الموتى عيانا بعد علمه بقدرة الرب على ذلك ليزداد طمأنينة ويصير المعلوم غيبا شهادة، وقد روى أحمد في مسنده عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (( ليس الخبر كالمعاين )).

فإذا اجتمع إلى ضعف العلم: عدم استحضاره أو غيبته عن القلب كثيراً من أوقاته، أو أكثرها لاشتغاله بما يضاده.

وانضم إلى ذلك: تقاضي الطبع وغلبات الهوى واستيلاء الشهوة وتسويل النفس وغرور الشيطان واستبطاء الوعد وطول الأمل ورقدة الغفلة وحب العاجلة ورخص التأويل وإلف العوائد فهناك لا يمسك الإيمان في القلب إلا الذي يمسك السموات والأرض أن تزولا.

وبهذا السبب يتفاوت الناس في الإيمان والأعمال حتى ينتهي إلى أدني مثقال ذرة في القلب.

وجماع هذه الأسباب يرجع إلى: ضعف البصيرة والصبر ولهذا مدح الله سبحانه أهل الصبر واليقين وجعلهم أئمة في الدين فقال تعالى {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ}.

نقل لكم

من كتاب الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي

الأربعاء، 15 سبتمبر 2010

اقوال القرطبي

قال القرطبي رحمه الله :

...... اعـلم أن الموت هو الخطب الأفظع ، والأمر الأشنع ، والكأس التي طعمها أكره وأبشع ، وأنه الأهدم للذات ، والأقطع للراحات ، والأجلب للكريهات ، فإن أمرا يقطع أوصالك ، ويفرق أعضاءك ، ويهدم أركانك ، لهو الأمر الفظيع ، والخطب الجسيم ، وإن يومه لهو اليوم العظيم ......

من روائع لقمان

قال لقمان الحكيم لابنه : يا بنيّ إنَ الدنيا بحر عميق ، وقد غرق فيه ناس كثير ، فاجعـل سفينتك فيها تقوى الله ، والأعمال الصالحة بضاعتك التي تحمل فيها ، والحرص عليها ربحك ، والأيام مَوجـُها ، وكتاب الله دليلها ، وَرَدُّ النفسِ عن الهوى حبالها ، والموت ساحلها ، والقيامة أرض المتجر التي تخرج إليها ، والله مالكها ...
قال لقمان لإبنه : يا بني إذا افتخر الناس بحسن كلامهم ، فافتخر بحسن صمتك ......


أبلد من الحمار

قال ابن القيم رحمه الله :

من هداية الحمار -الذي هو ابلد الحيوانات - أن الرجل يسير به ويأتي به الى منزله من البعد في ليلة مظلمة فيعرف المنزل فإذا خلى جاء اليه ، ويفرق بين الصوت الذي يستوقف به والصوت الذي يحث به على السير فمن لم يعرف الطريق الى منزله - وهو الجنـــة - فهو أبلد من الحمار.

خطبة الأحنف بن قيس

من الروائع ......خطبة الأحنف بن قيس لقوم كانوا عنده"

قال أبو علي: وحدثنا أبو بكر رحمه اللّه تعالى قال أخبرنا أبو عثمان عن التوزيّ قال: أخبرني رجل من أهل البصرة ...عن رجل من بني تميم قال: حضرت مجلس الأحنف بن قيس وعنده قوم مجتمعون في أمرهم، فحمد اللّه وأثنى عليه ثم قال:

إن الكرم، منع الحرم،

ما أقرب النقمة من أهل البغي،

لا خير في لذة تعقب ندماً،

لن يهلك من قصد، ولن يفتقر من زهد،

وخير القول ما صدقه الفعل؛

ربَّ هزلٍ قد عاد جداً،

من أهل الزمان خانه، ومن تعظَّم عليه أهانه؛

دعوا المزاح فإنه يورث الضغائن،

وخير القول ما صدّقه الفعل؛

احتملوا لمن أدل عليكم،

وأقبلوا عذر من اعتذر اليكم؛

أطلع أخاك وإن عصاك، وصله وإن جفاك؛

أنصف من نفسك قبل أن ينتصف منك؛

وإياكم ومشاورة النساء

واعلم أن كفر النعمة لؤم، وصحبة الجاهل شؤم؛

ومن الكرم، أن الوفاء بالذِّمم،

ما أقبح القطيعة بعد الصلة، والجفاء بعد اللَّطف، والعداوة بعد الودّ،

لا تكونن على الإساءة أقوى منك على الإحسان،

ولا إلى البخل أسرع منك الى البذل.

واعلم أن لك من دنياك، ما أصلحت به مثواك،

فأنفق في حقِّ، ولا تكونن خازناً لغيرك.

وإذا كان الغدر في الناس موجوداً، فالثقة بكل أحد عجز،

إعرف الحق لمن عرفه لك. واعلم أن قطيعة الجاهل، تعدل صلة العاقل،

قال : فما رأيت كلاماً أبلغ منه، فقمت وقد حفظته


رحم الله من أهدى إلي عيوبي.......

رحم الله من أهدى إلي عيوبي

للعلامة الشيخ الزاهد عبد العزيز السلمان رحمه الله

كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول: ( رحم الله امرأً أهدى إلي عيوبي ) وكان يسأل سلمان عن عيوبه، فلما قدم عليه قال: ما الذي بلغك عني مما تكرهه.

قال: أعفني يا أمير المؤمنين فألح عليه، فقال: بلغني أنك جمعت بين إدامين على مائدة وأن لك حلتين حلة بالنهار وحلة بالليل.

قال: وهل بلغك غير هذا ؟ قال: لا، قال: أما هذان فقد كفيتهما.

وكان يسأل حذيفة ويقول له: أنت صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم في معرفة المنافقين فهل ترى علي شيئا من آثار النفاق.

فهو على جلالة قدره وعلو منصبه هكذا كانت تهمته لنفسه رضي الله عنه.

فكل من كان أرجح عقلا وأقوى في الدين وأعلى منصبًا، كان أكثر تواضعًا، وأبعد عن الكبر والإعجاب وأعظم اتهامًا لنفسه، وهذا يعتبر نادرًا يعز وجوده.

فقليل في الأصدقاء من يكون مخلصًا صريحًا بعيدًا عن المداهنة متجنبًا للحسد يخبرك بالعيوب ولا يزيد فيها ولا ينقص وليس له أغراض يرى ما ليس عيبا عيبًا أو يخفي بعضها.

قيل لبعض العلماء، وقد اعتزل الناس وكان منطويًا عنهم: لِمَ امتنعت عن المخالطة؟ فقال: وماذا أصنع بأقوام يخفون عني عيوبي.

فكانت شهوة صاحب الدين في التنبيه على العيوب، عكس ما نحن عليه، وهو أن أبغض الناس إلينا الناصحين لنا والمنبهين لنا على عيوبنا، وأحب الناس إلينا الذي يمدحوننا مع أن المدح فيه أضرار عظيمة كالكبر والإعجاب والكذب.

وهذا دليل على ضعف الإيمان فإن الأخلاق السيئة أعظم ضررًا من الحيات والعقارب ونحوها.

ولو أن إنسانًا نبهك على أن في ثوبك أو خفك أو فراشك حية أو عقربًا لشكرته ودعوت له وأعظمت صنيعه ونصيحته واجتهدت واشتغلت في إبعادها عنك وحرصت على قتلها.

وهذه ضررها على البدن فقط ويدوم ألمها زمن يسير وضرر الأخلاق الرديئة على القلب ويخشى أن تدوم حتى بعد الموت ولا نفرح بمن ينبهنا عليها ولا نشتغل بإزالتها.

بل نقابل نصح الناصح بقولنا له: تبكيتًا وتخجيلاً وأنت فيك وفيك ناظر نفسك ولا عليك منا كلٌ أبصر بنفسه.

ونشتغل بالعداوة معه عن الانتفاع بنصحه بدل ما نشكره على نصحه لنا بتنبيهه لنا على عيوبنا، فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

اللهم ألهمنا رشدنا وبصرنا بعيوبنا وأشغلنا بمداواتها ووفقنا للقيام بشكر من يطلعنا على مساوينا بمنك وكرمك يا أكرم الأكرمين.

نقل لكم

من كتاب "إرشاد العباد للاستعداد ليوم المعاد" ص 22


الأربعاء، 8 سبتمبر 2010

من روائع المتنبي

وإِذا لــم تَجِــدْ مِــنَ النـاسِ كُفْـأً....... ذاتُ خِــدْرٍ أَرادَتِ المَــوتَ بَعــلا

ولَذِيــذُ الحَيــاةِ أَنفَسُ فــي النَـفْـ سِ..... وأَشــهَى مِــن أَنْ يُمَـلَّ وأَحـلَى

وإِذا الشَـــيخُ قــالَ أُفٍّ فَمــا ........مَـ لّ حَيــاةً وإِنَّمــا الضّعْــفَ مَــلا

آلـــةُ العَيْشِ صِحَّـــةٌ وشَــبابٌ........... فــإِذا وَلَّيــا عَــنِ المَـرءِ وَلَّـى

أَبَــداً تَسْــتَرِدُّ مــا تَهَـبُ الـدُّنـ............ يــا فيـا ليـتَ جُودَهـا كـانَ بُخـلاْ

من روائع ابي تمام

إذا جاريت في خلق دنيئا ............ فأنت و من تجاريه سواءُ

رأيت الحر يجتنب المخازي ........ و يحميه عن الغدر الوفاءُ

و ما من شدة إلا سيأتي .............. لها من بعد شدتها رخاءُ

لقد جربت هذا الدهر حتى............. أفادتني التجارب و العناءُ

يعيش المرء ما استحيا بخيرٍ ........ و يبقى العود ما بقي اللحاءُ

فلا و الله ما في العيش خيرٌ ........... و لا الدنيا إذا ذهب الحياءُ

إذا لم تخشَ عاقبة الليالي .............. و لم تستحْيِ فاصنع ما تشاءُ