استغفر الله العظيم من كل زور نطقت بــــه استغفر الله العظيم من كل حق أضــعــتـــه استغفر الله العظيم من كل باطل اتبعــتــه استغفر الله العظيم من كل وقت أهـــدرتــه
الثلاثاء، 31 أغسطس 2010
لو أن الدنيـــا تدوم لأهلها
الأحد، 8 أغسطس 2010
روائع الالغاز
ألــــــــــــوم صديقـــــي وهـــــــــذا محــــــــــــال
صديقــــــــي أحبــــــــــــه كـــــــــلام يقـــــــــــال
وهـــــــــــذا كــــــــــــــلام بليــــــــــغ الجمــــــال
محـــــــــــــال يــــــــــــقال الجمـــــــال خيـــــــال
في هذه الأبيات سر ولغز غريب من منكم يتكمن من حل هذا الغز .
اما المقطع الثاني فهي قصيدة مدح لنوفل بن دارم :
إذا أتيت نوفل بن دارم **** امير مخزوم وسيف هاشم
وجــدته أظلم كل ظــالم **** على الدنانير أو الدراهم
وأبخل الأعراب والأعـاجم **** بعـــرضه وســره المكـاتم
لا يستحي مـن لوم كل لائـم **** إذا قضى بالحق في الجرائم
ولا يراعي جانب المكارم **** في جانب الحق وعدل الحاكم
يقرع من يأتيه سن النادم **** إذا لم يكن من قدم بقادم
وهذه الأبيات ايضآ فيها لغز ان استطاع احدكم حله فستصبح القصيدة ذم بدلآ من مدح !!
نعيب زماننا والعيب فينا
نعيب زماننا والعيب فينا .....ومالزماننا عيب سوانا
ونهجو ذا الزمان بغير ذنب ..... ولو نطق الزمان لنا لهجانا
فدنيانا التصنع والترائي ......... ونحن نخادع من يرانا
وليس الذئب يأكل لحم ذئب ........ ويأكل بعضنا بعض عيانا
لبسنا للخداع مسوك ضأن ....... فويل للمغيراذا أتانا
الامام الشافعي
السبت، 7 أغسطس 2010
قال علي رضي الله عنه.................
قال علي رضي الله عنه عجبت للبخيل يستعجل الفقر الذي منه هرب ويفوته الغنى الذي اياه طلب فيعيش
في الدنيا عيش الفقير ويحاسب في الاخرة حساب الاغنيا ء كل وعاء يضيق بما جعل فيه الا وعاء العلم
فانه يتسع من نظر في عيب نفسه اشتغل عن عيب غيره من كثر كلامه كثر خطؤه عاتب اخاك بالاحسان
عليه واردد شره بالانعام عليه الناس اعداء ما جهلوا الدهر يومان يوم لك ويوم عليك فاذا كان لك فلا تبطر
وان كان عليك فلا تضجر العلم خير من المال العلم يحرسك
وانت تحرس المال العلم حاكم و المال محكوم عليه
يا صاحب الخطايا اين الدموع الجارية
يا صاحب الخطايا اين الدموع الجارية ، يا اسير المعاصي إبك على الذنوب الماضية ، أسفاً لك إذا جاءك الموت و ما أنبت ، وحسرة لك إذا دُعيت إلى التوبة فما أجبت ، كيف تصنع إذا نودي بالرحيل و ما تأهبت ، ألست الذي بارزت بالكبائر و ما راقبت ؟
من أفضل ما قيل في التوبة الى الله
نشيد رائع للشيخ عبدالواحد المغربي بعنوان وقفتُ ببابك ياخالقي
من أفضل ما قيل في التوبة الى الله
بصوت الشيخ عبدالواحد المغربي
وقفتُ ببابك يا خالقي — أقلّ الذنوبَ على عاتقي
أجرّ الخطايا وأشقى بها — لهيباً من الحزن في خافقي
يسوقُ العباد إليكَ الهدى — و ذنبي إلى بابكم سائقي
أتيتُ و مالي سوى بابكم — طريحاً أناجيكَ يا خالقي
ذنوبي أشكو و ما غيرها — أقض منامي من مقلتي
أعاتب نفسي أما هزها — بكاء الأحبة في سكرتي
أما هزها الموت يأتي غدا — و ما في كتابي سوى غفلتي
أما هزها من فراش الثرى — ظلامٌ تزيد به وحشتي
ندمتُ فجئتُ لكم تائباً — تسابقني بالأسى حسرتي
أتيت و ما لي سوا بابكم — فإن تطردنّي فوا ضيعتي
إلهي أتيتُ بصدق الحنين — يناجيكَ بالتوبِ قلبٌ حزين
إلهي أتيتكَ في أضلعي — إلى ساحةِ العفوِ شوقٌ دفين
إلهي أتيتُ لكم تائباً — فألحق طريحكَ في التائبين
أعنه على نفسهِ و الهوى — فإن لم تعنه فمن ذا يُعين
أتيتُ و ما لي سوا بابكم — فرحماكَ يا ربي بالمذنبين
أبوحُ إليكَ و أشكو إليك — حنانيكَ يا ربي إنا إليك
أبوحُ إليك بما قد مضى — و أطرحُ قلبيَ بين يديك
خُطاي الخطايا و دربي الهوى — وما كانَ تُخفى دروبي عليك
تراني فتُمهلني منَّةً — و تسترُ سودَ الخفايا لديك
أتيتُ و ما لي سوى بابكم — و لا ملتجى منكَ إلا إليك
إلهي من لي إذا هالني — بجمعِ الخلائقِ يومَ الوعيد
إذا أحرقت نارُكم أهلها — ونادت أيا ربي هل من مزيد
إذا كلُ نفسٍ أتت معها — إلى ربها سائقٌ وشهيد
وجئتكَ بالذنبِ أسعى به — مُخِفَ الموازين عبداً عنيد
إلهي إلهي بمن أرتجي — وما غيرُ عفوِكَ عني أريد
عبيدُك قد أوصدوا بابهم — وما لي سواكَ إله العبي
لبست ثوب الرجا
رحمة الله عليه وغفر الله لنا وله
*****
إليكم القصيدة
*****
لبست ثوب الرجا والناس قد رقدوا (***) وقمت أشكو إلى مولاي مـا أجـد
وقلت يا عُدتي فـي كـل نائبـة (***) ومن عليه لكشف الضـر أعتمـد
أشكو إليك أمـورًا أنـت تعلمهـا (***) مالي على حملها صبرٌ ولا جلـدُ
وقد مددت يـدي بالـذل مبتهـلاً (***) إليك يا خير من مُـدتْ إليـه يـد
فـلا تردَّنَّهـا يـا رب خائـبـةً (***) فبحر جودك يروي كل مـا يـردُ
*****
http://www.saaid.net/flash/b96af41170.htm
الرجل المبارك
الرجل المبارك
منقول من رسالة ابن القيم إلى أحد أخوانه
قال رحمه الله:
إن بركة الرجل تعليمه للخير حيث حل، ونصحه لكل من اجتمع به، قال الله تعالى إخباراً عن المسيح عليه السلام: {واجَعَلَنِي مُبَارَكاً أَيْنَ مَا كُنتُ} أي معلماً للخير، داعياً إلى الله، مذكراً به، مرغباً في طاعته، فهذا من بركة الرجل، ومن خلا من هذا فقد خلا من البركة، ومحقت بركة لقائه والاجتماع به، بل تُمحق بركة من لقيه واجتمع به، فإنه يضيع الوقت في الماجَرَيَات [أي: الحوادث والأمور التي جرت أو تجري، مأخوذة من قولهم: جرى ماجرى]، وما يفسد القلب. وكل آفة تدخل على العبد، فسببها ضياع الوقت وفساد القلب، وتعود بضياع حظه من الله، ونقصان درجته ومنزلته عنده؛ ولهذا وصى بعض الشيوخ فقال: احذروا مخالطة من تُضيع مخالطته الوقت، وتُفسد القلب، فإنه متى ضاع الوقت وفسد القلب انفرطت على العبد أموره كلها، وكان مما قال الله فيه: { وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً }.
ومن تأمل حال الخلق، وجدهم كلهم - إلا أقل القليل - ممن غفلت قولبهم عن ذكر الله تعالى، واتبعوا أهواءهم، وصارت أمورهم ومصالحهم {فرطا} أي: فرّطوا فيما ينفعهم ويعود بصلاحهم، واشتغلوا بما لا ينفعهم، بل يعود بضررهم عاجلاً وآجلاً.
وهؤلاء قد أمر الله سبحانه رسولَه ألا يطيعهم، فطاعة الرسول لا تتم إلا بعدم طاعة هؤلاء فإنهم إنما يدعون إلى ما يشاكلهم من اتباع الهوى، والغفلة عن ذكر الله.
والغفلة عن الله والدار الآخرة متى تزوجت باتباع الهوى، تولد بينها كل شر. وكثير ما يقترن أحدهما بالآخر ولا يفارقه.
ومن تأمل فساد أحوال العالم عموماً وخصوصاً، وجده ناشئاً عن هذين الأصلين، فالغفلة تحول بين العبد وبين تصوره الحق ومعرفته والعلم به فيكون من الضالين.
واتباع الهوى يصده عن قصد الحق وإرادته واتباعه، فيكون من المغضوب عليهم.
وأما المنعم عليهم فهم الذين منَّ الله عليهم بمعرفة الحق علماً، وبالانقياد إليه وإيثاره على ما سواه عملاً، وهؤلاء هم الذين على سبيل النجاة ، ومن سواهم على سبيل الهلاك [ قال علي رضي الله عنه: الناس ثلاثة: عالم رباني، ومتعلم على سبيل نجاة، وهمج رعاع أتباع كل ناعق يميلون مع كل ريح لم يستضيئوا بنور العلم ولم يلجئوا إلى ركن وثيق]. ولهذا أمرنا الله سبحانه أن نقول كل يوم وليلة عدة مرات: { اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ . صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ }
فإن العبد مضطر كل الاضطرار إلى أن يكون عارفاً بما ينفعه في معاشه ومعاده، وأن يكون مؤثراً مريداً لما ينفعه، مجتنباً لما يضره. فبمجموع هذين يكون قد هدي إلى الصراط المستقيم. فإن فاته معرفة ذلك سلك سبيل الضالين، وإن فاته قصده واتباعه سلك سبيل المغضوب عيهم. وبهذا يُعرف قدر هذا الدعاء العظيم وشدة الحاجة إليه، وتَوَقُفُ سعادة الدنيا والآخرة عليه.
والعبد مفتقر إلى الهداية في كل لحظة ونَفَس، في جميع ما يأتيه ويذره، فإنه بين أمور لا ينفك عنها:
أحدها: أمور قد أتاها على غير وجه الهداية جهلاً، فهو محتاج إلى أن يطلب الهداية إلى الحق فيها.
أو يكون عارفاً بالهداية فيها، فأتها على غير وجهها عمداً، فهو محتاج إلى التوبة منها.
أو أمور لم يعرف وجه الهداية فيها علماً ولا عملاً، ففاته الهداية إلى علمها ومعرفتها، وإلى قصدها وإرادتها وعملها.
أو أمور قد هُدي إليها من وجه دون وجه، فهو محتاج إلى تمام الهداية فيها.
أو أمور قد هُدي إلى أصلها دون تفاصيلها، فهو محتاج إلى هداية التفصيل.
أو طريق قد هُدي إليها، وهو محتاج إلى هداية أخرى فيها، فالهداية إلى الطريق شيء والهداية في نفس الطريق شيء آخر، ألا ترى أن الرجل يعرف أن طريق البلد الفلاني هو طريق كذا وكذا، ولكن لا يحسن أن يسلكه، فإن سلوكه يحتاج إلى هداية خاصة في نفس السلوك، كالسير في وقت كذا دون وقت كذا، وأخذ الماء من مفازة كذا مقدار كذا، والنزول في موضع كذا دون كذا، فهذه هداية في نفس السير قد يهملها من عارف بأن الطريق هي هذه، فيهلك وينقطع عن المقصود.
وكذلك أيضاً ثمَّ أمور هو محتاج إلى أن يحصل له فيها من الهداية في المستقبل مثل ما حصل له في الماضي.
وأمور هو خال عن اعتقاد حق أو باطل فيها، فهو محتاج إلى هداية الصواب فيها.
وأمور يعتقد أنه فيها على هدى وهو على ظلالة ولا يشعر، فهو محتاج إلى انتقاله عن ذلك الاعتقاد بهداية من الله.
وأمور قد فعلها على وجه الهداية، وهو محتاج إلى أن يهدي غيره إليها ويرشده وينصحه، فإهماله ذلك يُفوِّت عليه من الهداية بحسبه كما أن هدايته للغير وتعليمه ونصحه يفتح له باب الهداية، فإنّ الجزاء من جنس العمل، فكلما هَدى غيره وعلمه هداه الله وعلمه فيصير هادياً مهدياً، كما في دعاء النبي صلى الله عليه وسلم الذي رواه الترمذي وغيره: ( اللهم زينا بزينه الإيمان، واجعلنا هداة مهتدين ...)
منقول من رسالة ابن القيم إلى أحد أخوانهالقول الوجيز في وصف الصراط المستقيم

القول الوجيز في وصف الصراط المستقيم
قال ابن القيم رحمه اللّه تعالى:
ولنذكر في الصراط المستقيم قولاً وجيزًا، فإن الناس قد تنوعت عباراتهم عنه، وترجمتهم عنه بحسب صفاته ومتعلقاته، وحقيقته شيء واحد وهو طريق اللّه الذي نصبه لعباده موصلاً لهم إليه، ولا طريق إليه سواه، بل الطرق كلها مسدودة على الخلق إلا طريقه الذي نصبه على ألسن رسله، وجعله موصلاً لعباده إليه، وهو إفراده بالعبودية وإفراد رسوله بالطاعة، فلا يشرك به أحد في عبوديته، ولا يشرك برسوله أحد في طاعته، فيجرد التوحيد، ويجرد متابعة الرسول ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ وهذا معنى قول بعض العارفين: إن السعادة كلها والفلاح كله مجموع في شيئين: صدق محبة، وحسن معاملة.
وهذا كله مضمون شهادة أن لا إله إلا اللّه وأن محمدًا رسول اللّه.
فأي شيء فسر به الصراط المستقيم، فهو داخل في هذين الأصلين.
ونكتة ذلك أن تحبه بقلبك كله، وترضيه بجهدك كله، فلا يكون في قلبك موضع إلا معمور بحبه، ولا يكون لك إرادة إلا متعلقة بمرضاته، فالأول يحصل بتحقيق شهادة أن لا إله إلا اللّه، والثاني يحصل بتحقيق شهادة أن محمدًا رسول اللّه، وهذا هو الهدى ودين الحق، وهو معرفة الحق والعمل به، وهو معرفة ما بعث اللّه به رسوله والقيام به، فقل ما شئت من العبارات التي هذا آخيَّتُها وقطب رحاها.
منقول من كتاب تيسير العزيز الحميد
في شرح كتاب التوحيد الذي هو حق الله على العبيد
للشيخ العلامة
سلميان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب رحمهم الله
السر الذي فيه الشفاء التام والدواء النافع
فصاحة أعرابي
قال الأصمعي لأعرابي : أتقول الشعر ؟ .. قال الأعرابي : أنا ابن أمه وأبيه.
فغضب الأصمعي فلم يجد قافية أصعب من الواو الساكنة المفتوح ما قبلها مثل (لَوْ) .
قال فقلت : أكمل ، فقال : هات فقال الأصمعي :
قــومٌ عهدناهــم …..سقاهم الله منالنو
الأعرابي :
النو تلألأ في دجا ليلةٍ …..حالكة مظلمةٍ لـو
فقال الأصمعي :
لو ماذا ؟
فقال الأعرابي :
لو سار فيها فارس لانثنى….. علىبه الأرض منطو
قال الأصمعي : منطو ماذا ؟
الأعرابي :
منطوِ الكشح هضيم الحشا ….. كالباز ينقض من الجو
قال الأصمعي : الجو ماذا ؟
الأعرابي :
جو السما والريح تعلو به….. فاشتم ريح الأرض فاعلو
الأصمعي : اعلو ماذا؟
الأعرابي :
فاعلو لما عيل من صبره …..فصار نحو القوم ينعو
الأصمعي : ينعو ماذا ؟
الأعرابي :
ينعو رجالاً للقنا شرعت …..كفيت بما لاقوا ويلقوا
الأصمعي : يلقوا ماذا ؟
الأعرابي :
إن كنت لا تفهم ما قلته …..فأنت عندي رجل بو
الأصمعي : بو ماذا ؟
الأعرابي :
البو سلخ قد حشي جلده …..بأظلف قرنين تقم أو
الأصمعي : أوْ ماذا؟
الأعرابي :
أو أضرب الرأس بصيوانةٍ ….. تقـول في ضربتها قـو
قال الأصمعي :
فخشيت أن أقول قو ماذا ، فيأخذ العصى ويضربني
حضور القلب أول منزل
قال ابن الجوزي:
"أيها المصلي طهر سرك قبل الطهور, وفتش على قلبك الضائع قبل الشروع.
حضور القلب أول منزل , فإذا نزلته انتقلت إلى بادية المعنى, فإذا انتقلت عنها أنخت بباب المناجى .
وأول قرى ضيف اليقظة كشف الحجاب لعين القلب , وكيف يطمع في دخول مكة منقطع قبل الكوفة .
همك في الصلاة متشبث , وقلبك بمساكنة الهوى متلوث , ومن كان متلطخا بالأقذار لا يغلف , أدخل دار الخلوة لمن تناجي, واحضر قلبك لفهم ما تتلو , ففي خلوات التلاوة تزف أبكار المعاني.
إذا كانت مشاهدة مخلوق يوم ( أخرج عليهن ) استغرقت إحساس الناظرات ( وقطعن أيديهن ) فكيف بالباب علقت فعقلت على الباب ؟.
لها بوجهك نور تستضئ به ... ومن نوالك في أعقابها حاد
لها أحاديث من ذكراك تشغلها ... عن الشراب وتلهيها عن الزاد
لو أحببت المخدوم لحضر قلبك في الخدمة.
ويحك ! هذا الحديد يعشق المغناطيس , فكيف ما التفت التفت , إن كنت ما رأيت هذا الحجر فانظر إلى الحرابى تواجه الشمس فكيف مالت قابلتها.
(للشريف الرضي):
وإني إذا اصطكت رقاب مطيكم ... وثور حاد بالرفاق عجول
أخالف بين الراحتين على الحشى ... وانظر أنى ملتم فأميل
قيل لعامر بن عبد قيس: أما تسهو في صلاتك ؟.
قال: أو حديث أحب إلي من القرآن حتى أشتغل به؟!
هيهات ! مناجاة الحبيب تستغرق الإحساس .
كان مسلم بن يسار لا يلتفت في صلاته , ولقد انهدمت ناحية من المسجد فزع لها أهل السوق , فما التفت , وكان إذا دخل منزله سكت أهل بيته , فإذا قام يصلي تكلموا ,وضحكوا , علما منهم أن قلبه مشغول .
وكان يقول في مناجاته : إلهي متى ألقاك وأنت عني راضي.
إذا اشتغل اللاهون عنك بشغلهم ... جعلت اشتغالي فيك يا منتهى شغلي
فمن لي بأن ألقاك في ساعة الرضا ... ومن لي بأن ألقاء والكل لي من لي
كان الفضيل يقول : أفرح بالليل لمناجاة ربي , وأكره النهار للقاء الخلق .
الموت ولا فراق من أهواه ... هذي كبدي تذوب من ذكراه
واشوقي متى ترى ألقاه ... ما مقصودي من المنى إلا هو
هل الطرف يعطي نظرة من حبيبه ... أم القلب يلقى روحة من وجيبه
وهل لليالي عطفة بعد نفرة ... تعود فتلهى ناظر عن غروبه
أحن إلى نور الربى في بطاحه ... واظمأ إلى ريا اللوى في هبوبه
وذاك الحمى يغدو عليلا نسيمه ... ويمسي صحيحا ماؤه في قليبه
هو الشوق مدلول على مقتل الفتى ... إذا لم يعد قلبا بلقيا حبيبه
قالوا : لا, بل بالدنيا..
جالس العلماء وتأدب
الجمعة، 6 أغسطس 2010
احذر أصدقائك كما تحذر أعدائك
وَخُلِقَ الإِنْسَانُ ضَعِيفاً
قال الله تعالى عقيب ذكره ما أحل لعباده من الزوجات والإماء وما حرم عليهم )يريد الله ليبين لكم ويهدكم سنن الذين من قبلكم ويتوب عليكم والله عليم حكيم والله يريد أن يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما يريد الله أن يخفف عنكم وخلق الإنسان ضعيفا( أي لا يصبر عن النساء كما ذكر الثوري عن ابن طاوس عن أبيه )وَخُلِقَ الإِنْسَانُ ضَعِيفاً( قال إذا نظر إلى النساء لم يصبر وكذلك قال غير واحد من السلف ولما كانت الشهوة في هذا الباب غالبة لا بد أن توجب ما يوجب التوبة كرر سبحانه وتعالى ذكر التوبة مرتين فأخبر أن متبعي الشهوات يريدون من عباده أن يميلوا ميلا عظيما وأخبر سبحانه وتعالى أنه يريد التخفيف عنا لضعفنا
فأباح لنا أن ننكح ما طاب لنا من أطايب النساء أربعا وأن نتسرى من الإماء بما شئنا......
روضة المحبين ونزهة المشتاقين......ص -203- الباب السابع عشر
لابن القيم الجوزية
رحم الله من أهدى إلي عيوبي
رحم الله من أهدى إلي عيوبي
للعلامة الشيخ الزاهد عبد العزيز السلمان رحمه الله
كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول: ( رحم الله امرأً أهدى إلي عيوبي ) وكان يسأل سلمان عن عيوبه، فلما قدم عليه قال: ما الذي بلغك عني مما تكرهه.
قال: أعفني يا أمير المؤمنين فألح عليه، فقال: بلغني أنك جمعت بين إدامين على مائدة وأن لك حلتين حلة بالنهار وحلة بالليل.
قال: وهل بلغك غير هذا ؟ قال: لا، قال: أما هذان فقد كفيتهما.
وكان يسأل حذيفة ويقول له: أنت صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم في معرفة المنافقين فهل ترى علي شيئا من آثار النفاق.
فهو على جلالة قدره وعلو منصبه هكذا كانت تهمته لنفسه رضي الله عنه.
فكل من كان أرجح عقلا وأقوى في الدين وأعلى منصبًا، كان أكثر تواضعًا، وأبعد عن الكبر والإعجاب وأعظم اتهامًا لنفسه، وهذا يعتبر نادرًا يعز وجوده.
فقليل في الأصدقاء من يكون مخلصًا صريحًا بعيدًا عن المداهنة متجنبًا للحسد يخبرك بالعيوب ولا يزيد فيها ولا ينقص وليس له أغراض يرى ما ليس عيبا عيبًا أو يخفي بعضها.
قيل لبعض العلماء، وقد اعتزل الناس وكان منطويًا عنهم: لِمَ امتنعت عن المخالطة؟ فقال: وماذا أصنع بأقوام يخفون عني عيوبي.
فكانت شهوة صاحب الدين في التنبيه على العيوب، عكس ما نحن عليه، وهو أن أبغض الناس إلينا الناصحين لنا والمنبهين لنا على عيوبنا، وأحب الناس إلينا الذي يمدحوننا مع أن المدح فيه أضرار عظيمة كالكبر والإعجاب والكذب.
وهذا دليل على ضعف الإيمان فإن الأخلاق السيئة أعظم ضررًا من الحيات والعقارب ونحوها.
ولو أن إنسانًا نبهك على أن في ثوبك أو خفك أو فراشك حية أو عقربًا لشكرته ودعوت له وأعظمت صنيعه ونصيحته واجتهدت واشتغلت في إبعادها عنك وحرصت على قتلها.
وهذه ضررها على البدن فقط ويدوم ألمها زمن يسير وضرر الأخلاق الرديئة على القلب ويخشى أن تدوم حتى بعد الموت ولا نفرح بمن ينبهنا عليها ولا نشتغل بإزالتها.
بل نقابل نصح الناصح بقولنا له: تبكيتًا وتخجيلاً وأنت فيك وفيك ناظر نفسك ولا عليك منا كلٌ أبصر بنفسه.
ونشتغل بالعداوة معه عن الانتفاع بنصحه بدل ما نشكره على نصحه لنا بتنبيهه لنا على عيوبنا، فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
اللهم ألهمنا رشدنا وبصرنا بعيوبنا وأشغلنا بمداواتها ووفقنا للقيام بشكر من يطلعنا على مساوينا بمنك وكرمك يا أكرم الأكرمين.من كتاب "إرشاد العباد للاستعداد ليوم المعاد" ص 22
الثلاثاء، 3 أغسطس 2010
ومن لم يصن نفسه لم ينفعه علمه
ومن نظر في الفقه نبل مقداره
ومن تعلم اللغة رق طبعه
ومن تعلم الحساب جزل رأيه
ومن كتب الحديث قويت حجته
الثلاثاء، 31 أغسطس 2010
لو أن الدنيـــا تدوم لأهلها
الأحد، 8 أغسطس 2010
روائع الالغاز
ألــــــــــــوم صديقـــــي وهـــــــــذا محــــــــــــال
صديقــــــــي أحبــــــــــــه كـــــــــلام يقـــــــــــال
وهـــــــــــذا كــــــــــــــلام بليــــــــــغ الجمــــــال
محـــــــــــــال يــــــــــــقال الجمـــــــال خيـــــــال
في هذه الأبيات سر ولغز غريب من منكم يتكمن من حل هذا الغز .
اما المقطع الثاني فهي قصيدة مدح لنوفل بن دارم :
إذا أتيت نوفل بن دارم **** امير مخزوم وسيف هاشم
وجــدته أظلم كل ظــالم **** على الدنانير أو الدراهم
وأبخل الأعراب والأعـاجم **** بعـــرضه وســره المكـاتم
لا يستحي مـن لوم كل لائـم **** إذا قضى بالحق في الجرائم
ولا يراعي جانب المكارم **** في جانب الحق وعدل الحاكم
يقرع من يأتيه سن النادم **** إذا لم يكن من قدم بقادم
وهذه الأبيات ايضآ فيها لغز ان استطاع احدكم حله فستصبح القصيدة ذم بدلآ من مدح !!
نعيب زماننا والعيب فينا
نعيب زماننا والعيب فينا .....ومالزماننا عيب سوانا
ونهجو ذا الزمان بغير ذنب ..... ولو نطق الزمان لنا لهجانا
فدنيانا التصنع والترائي ......... ونحن نخادع من يرانا
وليس الذئب يأكل لحم ذئب ........ ويأكل بعضنا بعض عيانا
لبسنا للخداع مسوك ضأن ....... فويل للمغيراذا أتانا
الامام الشافعي
السبت، 7 أغسطس 2010
قال علي رضي الله عنه.................
قال علي رضي الله عنه عجبت للبخيل يستعجل الفقر الذي منه هرب ويفوته الغنى الذي اياه طلب فيعيش
في الدنيا عيش الفقير ويحاسب في الاخرة حساب الاغنيا ء كل وعاء يضيق بما جعل فيه الا وعاء العلم
فانه يتسع من نظر في عيب نفسه اشتغل عن عيب غيره من كثر كلامه كثر خطؤه عاتب اخاك بالاحسان
عليه واردد شره بالانعام عليه الناس اعداء ما جهلوا الدهر يومان يوم لك ويوم عليك فاذا كان لك فلا تبطر
وان كان عليك فلا تضجر العلم خير من المال العلم يحرسك
وانت تحرس المال العلم حاكم و المال محكوم عليه
يا صاحب الخطايا اين الدموع الجارية
يا صاحب الخطايا اين الدموع الجارية ، يا اسير المعاصي إبك على الذنوب الماضية ، أسفاً لك إذا جاءك الموت و ما أنبت ، وحسرة لك إذا دُعيت إلى التوبة فما أجبت ، كيف تصنع إذا نودي بالرحيل و ما تأهبت ، ألست الذي بارزت بالكبائر و ما راقبت ؟
من أفضل ما قيل في التوبة الى الله
نشيد رائع للشيخ عبدالواحد المغربي بعنوان وقفتُ ببابك ياخالقي
من أفضل ما قيل في التوبة الى الله
بصوت الشيخ عبدالواحد المغربي
وقفتُ ببابك يا خالقي — أقلّ الذنوبَ على عاتقي
أجرّ الخطايا وأشقى بها — لهيباً من الحزن في خافقي
يسوقُ العباد إليكَ الهدى — و ذنبي إلى بابكم سائقي
أتيتُ و مالي سوى بابكم — طريحاً أناجيكَ يا خالقي
ذنوبي أشكو و ما غيرها — أقض منامي من مقلتي
أعاتب نفسي أما هزها — بكاء الأحبة في سكرتي
أما هزها الموت يأتي غدا — و ما في كتابي سوى غفلتي
أما هزها من فراش الثرى — ظلامٌ تزيد به وحشتي
ندمتُ فجئتُ لكم تائباً — تسابقني بالأسى حسرتي
أتيت و ما لي سوا بابكم — فإن تطردنّي فوا ضيعتي
إلهي أتيتُ بصدق الحنين — يناجيكَ بالتوبِ قلبٌ حزين
إلهي أتيتكَ في أضلعي — إلى ساحةِ العفوِ شوقٌ دفين
إلهي أتيتُ لكم تائباً — فألحق طريحكَ في التائبين
أعنه على نفسهِ و الهوى — فإن لم تعنه فمن ذا يُعين
أتيتُ و ما لي سوا بابكم — فرحماكَ يا ربي بالمذنبين
أبوحُ إليكَ و أشكو إليك — حنانيكَ يا ربي إنا إليك
أبوحُ إليك بما قد مضى — و أطرحُ قلبيَ بين يديك
خُطاي الخطايا و دربي الهوى — وما كانَ تُخفى دروبي عليك
تراني فتُمهلني منَّةً — و تسترُ سودَ الخفايا لديك
أتيتُ و ما لي سوى بابكم — و لا ملتجى منكَ إلا إليك
إلهي من لي إذا هالني — بجمعِ الخلائقِ يومَ الوعيد
إذا أحرقت نارُكم أهلها — ونادت أيا ربي هل من مزيد
إذا كلُ نفسٍ أتت معها — إلى ربها سائقٌ وشهيد
وجئتكَ بالذنبِ أسعى به — مُخِفَ الموازين عبداً عنيد
إلهي إلهي بمن أرتجي — وما غيرُ عفوِكَ عني أريد
عبيدُك قد أوصدوا بابهم — وما لي سواكَ إله العبي
لبست ثوب الرجا
رحمة الله عليه وغفر الله لنا وله
*****
إليكم القصيدة
*****
لبست ثوب الرجا والناس قد رقدوا (***) وقمت أشكو إلى مولاي مـا أجـد
وقلت يا عُدتي فـي كـل نائبـة (***) ومن عليه لكشف الضـر أعتمـد
أشكو إليك أمـورًا أنـت تعلمهـا (***) مالي على حملها صبرٌ ولا جلـدُ
وقد مددت يـدي بالـذل مبتهـلاً (***) إليك يا خير من مُـدتْ إليـه يـد
فـلا تردَّنَّهـا يـا رب خائـبـةً (***) فبحر جودك يروي كل مـا يـردُ
*****
http://www.saaid.net/flash/b96af41170.htm
الرجل المبارك
الرجل المبارك
منقول من رسالة ابن القيم إلى أحد أخوانه
قال رحمه الله:
إن بركة الرجل تعليمه للخير حيث حل، ونصحه لكل من اجتمع به، قال الله تعالى إخباراً عن المسيح عليه السلام: {واجَعَلَنِي مُبَارَكاً أَيْنَ مَا كُنتُ} أي معلماً للخير، داعياً إلى الله، مذكراً به، مرغباً في طاعته، فهذا من بركة الرجل، ومن خلا من هذا فقد خلا من البركة، ومحقت بركة لقائه والاجتماع به، بل تُمحق بركة من لقيه واجتمع به، فإنه يضيع الوقت في الماجَرَيَات [أي: الحوادث والأمور التي جرت أو تجري، مأخوذة من قولهم: جرى ماجرى]، وما يفسد القلب. وكل آفة تدخل على العبد، فسببها ضياع الوقت وفساد القلب، وتعود بضياع حظه من الله، ونقصان درجته ومنزلته عنده؛ ولهذا وصى بعض الشيوخ فقال: احذروا مخالطة من تُضيع مخالطته الوقت، وتُفسد القلب، فإنه متى ضاع الوقت وفسد القلب انفرطت على العبد أموره كلها، وكان مما قال الله فيه: { وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً }.
ومن تأمل حال الخلق، وجدهم كلهم - إلا أقل القليل - ممن غفلت قولبهم عن ذكر الله تعالى، واتبعوا أهواءهم، وصارت أمورهم ومصالحهم {فرطا} أي: فرّطوا فيما ينفعهم ويعود بصلاحهم، واشتغلوا بما لا ينفعهم، بل يعود بضررهم عاجلاً وآجلاً.
وهؤلاء قد أمر الله سبحانه رسولَه ألا يطيعهم، فطاعة الرسول لا تتم إلا بعدم طاعة هؤلاء فإنهم إنما يدعون إلى ما يشاكلهم من اتباع الهوى، والغفلة عن ذكر الله.
والغفلة عن الله والدار الآخرة متى تزوجت باتباع الهوى، تولد بينها كل شر. وكثير ما يقترن أحدهما بالآخر ولا يفارقه.
ومن تأمل فساد أحوال العالم عموماً وخصوصاً، وجده ناشئاً عن هذين الأصلين، فالغفلة تحول بين العبد وبين تصوره الحق ومعرفته والعلم به فيكون من الضالين.
واتباع الهوى يصده عن قصد الحق وإرادته واتباعه، فيكون من المغضوب عليهم.
وأما المنعم عليهم فهم الذين منَّ الله عليهم بمعرفة الحق علماً، وبالانقياد إليه وإيثاره على ما سواه عملاً، وهؤلاء هم الذين على سبيل النجاة ، ومن سواهم على سبيل الهلاك [ قال علي رضي الله عنه: الناس ثلاثة: عالم رباني، ومتعلم على سبيل نجاة، وهمج رعاع أتباع كل ناعق يميلون مع كل ريح لم يستضيئوا بنور العلم ولم يلجئوا إلى ركن وثيق]. ولهذا أمرنا الله سبحانه أن نقول كل يوم وليلة عدة مرات: { اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ . صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ }
فإن العبد مضطر كل الاضطرار إلى أن يكون عارفاً بما ينفعه في معاشه ومعاده، وأن يكون مؤثراً مريداً لما ينفعه، مجتنباً لما يضره. فبمجموع هذين يكون قد هدي إلى الصراط المستقيم. فإن فاته معرفة ذلك سلك سبيل الضالين، وإن فاته قصده واتباعه سلك سبيل المغضوب عيهم. وبهذا يُعرف قدر هذا الدعاء العظيم وشدة الحاجة إليه، وتَوَقُفُ سعادة الدنيا والآخرة عليه.
والعبد مفتقر إلى الهداية في كل لحظة ونَفَس، في جميع ما يأتيه ويذره، فإنه بين أمور لا ينفك عنها:
أحدها: أمور قد أتاها على غير وجه الهداية جهلاً، فهو محتاج إلى أن يطلب الهداية إلى الحق فيها.
أو يكون عارفاً بالهداية فيها، فأتها على غير وجهها عمداً، فهو محتاج إلى التوبة منها.
أو أمور لم يعرف وجه الهداية فيها علماً ولا عملاً، ففاته الهداية إلى علمها ومعرفتها، وإلى قصدها وإرادتها وعملها.
أو أمور قد هُدي إليها من وجه دون وجه، فهو محتاج إلى تمام الهداية فيها.
أو أمور قد هُدي إلى أصلها دون تفاصيلها، فهو محتاج إلى هداية التفصيل.
أو طريق قد هُدي إليها، وهو محتاج إلى هداية أخرى فيها، فالهداية إلى الطريق شيء والهداية في نفس الطريق شيء آخر، ألا ترى أن الرجل يعرف أن طريق البلد الفلاني هو طريق كذا وكذا، ولكن لا يحسن أن يسلكه، فإن سلوكه يحتاج إلى هداية خاصة في نفس السلوك، كالسير في وقت كذا دون وقت كذا، وأخذ الماء من مفازة كذا مقدار كذا، والنزول في موضع كذا دون كذا، فهذه هداية في نفس السير قد يهملها من عارف بأن الطريق هي هذه، فيهلك وينقطع عن المقصود.
وكذلك أيضاً ثمَّ أمور هو محتاج إلى أن يحصل له فيها من الهداية في المستقبل مثل ما حصل له في الماضي.
وأمور هو خال عن اعتقاد حق أو باطل فيها، فهو محتاج إلى هداية الصواب فيها.
وأمور يعتقد أنه فيها على هدى وهو على ظلالة ولا يشعر، فهو محتاج إلى انتقاله عن ذلك الاعتقاد بهداية من الله.
وأمور قد فعلها على وجه الهداية، وهو محتاج إلى أن يهدي غيره إليها ويرشده وينصحه، فإهماله ذلك يُفوِّت عليه من الهداية بحسبه كما أن هدايته للغير وتعليمه ونصحه يفتح له باب الهداية، فإنّ الجزاء من جنس العمل، فكلما هَدى غيره وعلمه هداه الله وعلمه فيصير هادياً مهدياً، كما في دعاء النبي صلى الله عليه وسلم الذي رواه الترمذي وغيره: ( اللهم زينا بزينه الإيمان، واجعلنا هداة مهتدين ...)
منقول من رسالة ابن القيم إلى أحد أخوانهالقول الوجيز في وصف الصراط المستقيم

القول الوجيز في وصف الصراط المستقيم
قال ابن القيم رحمه اللّه تعالى:
ولنذكر في الصراط المستقيم قولاً وجيزًا، فإن الناس قد تنوعت عباراتهم عنه، وترجمتهم عنه بحسب صفاته ومتعلقاته، وحقيقته شيء واحد وهو طريق اللّه الذي نصبه لعباده موصلاً لهم إليه، ولا طريق إليه سواه، بل الطرق كلها مسدودة على الخلق إلا طريقه الذي نصبه على ألسن رسله، وجعله موصلاً لعباده إليه، وهو إفراده بالعبودية وإفراد رسوله بالطاعة، فلا يشرك به أحد في عبوديته، ولا يشرك برسوله أحد في طاعته، فيجرد التوحيد، ويجرد متابعة الرسول ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ وهذا معنى قول بعض العارفين: إن السعادة كلها والفلاح كله مجموع في شيئين: صدق محبة، وحسن معاملة.
وهذا كله مضمون شهادة أن لا إله إلا اللّه وأن محمدًا رسول اللّه.
فأي شيء فسر به الصراط المستقيم، فهو داخل في هذين الأصلين.
ونكتة ذلك أن تحبه بقلبك كله، وترضيه بجهدك كله، فلا يكون في قلبك موضع إلا معمور بحبه، ولا يكون لك إرادة إلا متعلقة بمرضاته، فالأول يحصل بتحقيق شهادة أن لا إله إلا اللّه، والثاني يحصل بتحقيق شهادة أن محمدًا رسول اللّه، وهذا هو الهدى ودين الحق، وهو معرفة الحق والعمل به، وهو معرفة ما بعث اللّه به رسوله والقيام به، فقل ما شئت من العبارات التي هذا آخيَّتُها وقطب رحاها.
منقول من كتاب تيسير العزيز الحميد
في شرح كتاب التوحيد الذي هو حق الله على العبيد
للشيخ العلامة
سلميان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب رحمهم الله
السر الذي فيه الشفاء التام والدواء النافع
فصاحة أعرابي
قال الأصمعي لأعرابي : أتقول الشعر ؟ .. قال الأعرابي : أنا ابن أمه وأبيه.
فغضب الأصمعي فلم يجد قافية أصعب من الواو الساكنة المفتوح ما قبلها مثل (لَوْ) .
قال فقلت : أكمل ، فقال : هات فقال الأصمعي :
قــومٌ عهدناهــم …..سقاهم الله منالنو
الأعرابي :
النو تلألأ في دجا ليلةٍ …..حالكة مظلمةٍ لـو
فقال الأصمعي :
لو ماذا ؟
فقال الأعرابي :
لو سار فيها فارس لانثنى….. علىبه الأرض منطو
قال الأصمعي : منطو ماذا ؟
الأعرابي :
منطوِ الكشح هضيم الحشا ….. كالباز ينقض من الجو
قال الأصمعي : الجو ماذا ؟
الأعرابي :
جو السما والريح تعلو به….. فاشتم ريح الأرض فاعلو
الأصمعي : اعلو ماذا؟
الأعرابي :
فاعلو لما عيل من صبره …..فصار نحو القوم ينعو
الأصمعي : ينعو ماذا ؟
الأعرابي :
ينعو رجالاً للقنا شرعت …..كفيت بما لاقوا ويلقوا
الأصمعي : يلقوا ماذا ؟
الأعرابي :
إن كنت لا تفهم ما قلته …..فأنت عندي رجل بو
الأصمعي : بو ماذا ؟
الأعرابي :
البو سلخ قد حشي جلده …..بأظلف قرنين تقم أو
الأصمعي : أوْ ماذا؟
الأعرابي :
أو أضرب الرأس بصيوانةٍ ….. تقـول في ضربتها قـو
قال الأصمعي :
فخشيت أن أقول قو ماذا ، فيأخذ العصى ويضربني
حضور القلب أول منزل
قال ابن الجوزي:
"أيها المصلي طهر سرك قبل الطهور, وفتش على قلبك الضائع قبل الشروع.
حضور القلب أول منزل , فإذا نزلته انتقلت إلى بادية المعنى, فإذا انتقلت عنها أنخت بباب المناجى .
وأول قرى ضيف اليقظة كشف الحجاب لعين القلب , وكيف يطمع في دخول مكة منقطع قبل الكوفة .
همك في الصلاة متشبث , وقلبك بمساكنة الهوى متلوث , ومن كان متلطخا بالأقذار لا يغلف , أدخل دار الخلوة لمن تناجي, واحضر قلبك لفهم ما تتلو , ففي خلوات التلاوة تزف أبكار المعاني.
إذا كانت مشاهدة مخلوق يوم ( أخرج عليهن ) استغرقت إحساس الناظرات ( وقطعن أيديهن ) فكيف بالباب علقت فعقلت على الباب ؟.
لها بوجهك نور تستضئ به ... ومن نوالك في أعقابها حاد
لها أحاديث من ذكراك تشغلها ... عن الشراب وتلهيها عن الزاد
لو أحببت المخدوم لحضر قلبك في الخدمة.
ويحك ! هذا الحديد يعشق المغناطيس , فكيف ما التفت التفت , إن كنت ما رأيت هذا الحجر فانظر إلى الحرابى تواجه الشمس فكيف مالت قابلتها.
(للشريف الرضي):
وإني إذا اصطكت رقاب مطيكم ... وثور حاد بالرفاق عجول
أخالف بين الراحتين على الحشى ... وانظر أنى ملتم فأميل
قيل لعامر بن عبد قيس: أما تسهو في صلاتك ؟.
قال: أو حديث أحب إلي من القرآن حتى أشتغل به؟!
هيهات ! مناجاة الحبيب تستغرق الإحساس .
كان مسلم بن يسار لا يلتفت في صلاته , ولقد انهدمت ناحية من المسجد فزع لها أهل السوق , فما التفت , وكان إذا دخل منزله سكت أهل بيته , فإذا قام يصلي تكلموا ,وضحكوا , علما منهم أن قلبه مشغول .
وكان يقول في مناجاته : إلهي متى ألقاك وأنت عني راضي.
إذا اشتغل اللاهون عنك بشغلهم ... جعلت اشتغالي فيك يا منتهى شغلي
فمن لي بأن ألقاك في ساعة الرضا ... ومن لي بأن ألقاء والكل لي من لي
كان الفضيل يقول : أفرح بالليل لمناجاة ربي , وأكره النهار للقاء الخلق .
الموت ولا فراق من أهواه ... هذي كبدي تذوب من ذكراه
واشوقي متى ترى ألقاه ... ما مقصودي من المنى إلا هو
هل الطرف يعطي نظرة من حبيبه ... أم القلب يلقى روحة من وجيبه
وهل لليالي عطفة بعد نفرة ... تعود فتلهى ناظر عن غروبه
أحن إلى نور الربى في بطاحه ... واظمأ إلى ريا اللوى في هبوبه
وذاك الحمى يغدو عليلا نسيمه ... ويمسي صحيحا ماؤه في قليبه
هو الشوق مدلول على مقتل الفتى ... إذا لم يعد قلبا بلقيا حبيبه
قالوا : لا, بل بالدنيا..
جالس العلماء وتأدب
الجمعة، 6 أغسطس 2010
احذر أصدقائك كما تحذر أعدائك
وَخُلِقَ الإِنْسَانُ ضَعِيفاً
قال الله تعالى عقيب ذكره ما أحل لعباده من الزوجات والإماء وما حرم عليهم )يريد الله ليبين لكم ويهدكم سنن الذين من قبلكم ويتوب عليكم والله عليم حكيم والله يريد أن يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما يريد الله أن يخفف عنكم وخلق الإنسان ضعيفا( أي لا يصبر عن النساء كما ذكر الثوري عن ابن طاوس عن أبيه )وَخُلِقَ الإِنْسَانُ ضَعِيفاً( قال إذا نظر إلى النساء لم يصبر وكذلك قال غير واحد من السلف ولما كانت الشهوة في هذا الباب غالبة لا بد أن توجب ما يوجب التوبة كرر سبحانه وتعالى ذكر التوبة مرتين فأخبر أن متبعي الشهوات يريدون من عباده أن يميلوا ميلا عظيما وأخبر سبحانه وتعالى أنه يريد التخفيف عنا لضعفنا
فأباح لنا أن ننكح ما طاب لنا من أطايب النساء أربعا وأن نتسرى من الإماء بما شئنا......
روضة المحبين ونزهة المشتاقين......ص -203- الباب السابع عشر
لابن القيم الجوزية
رحم الله من أهدى إلي عيوبي
رحم الله من أهدى إلي عيوبي
للعلامة الشيخ الزاهد عبد العزيز السلمان رحمه الله
كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول: ( رحم الله امرأً أهدى إلي عيوبي ) وكان يسأل سلمان عن عيوبه، فلما قدم عليه قال: ما الذي بلغك عني مما تكرهه.
قال: أعفني يا أمير المؤمنين فألح عليه، فقال: بلغني أنك جمعت بين إدامين على مائدة وأن لك حلتين حلة بالنهار وحلة بالليل.
قال: وهل بلغك غير هذا ؟ قال: لا، قال: أما هذان فقد كفيتهما.
وكان يسأل حذيفة ويقول له: أنت صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم في معرفة المنافقين فهل ترى علي شيئا من آثار النفاق.
فهو على جلالة قدره وعلو منصبه هكذا كانت تهمته لنفسه رضي الله عنه.
فكل من كان أرجح عقلا وأقوى في الدين وأعلى منصبًا، كان أكثر تواضعًا، وأبعد عن الكبر والإعجاب وأعظم اتهامًا لنفسه، وهذا يعتبر نادرًا يعز وجوده.
فقليل في الأصدقاء من يكون مخلصًا صريحًا بعيدًا عن المداهنة متجنبًا للحسد يخبرك بالعيوب ولا يزيد فيها ولا ينقص وليس له أغراض يرى ما ليس عيبا عيبًا أو يخفي بعضها.
قيل لبعض العلماء، وقد اعتزل الناس وكان منطويًا عنهم: لِمَ امتنعت عن المخالطة؟ فقال: وماذا أصنع بأقوام يخفون عني عيوبي.
فكانت شهوة صاحب الدين في التنبيه على العيوب، عكس ما نحن عليه، وهو أن أبغض الناس إلينا الناصحين لنا والمنبهين لنا على عيوبنا، وأحب الناس إلينا الذي يمدحوننا مع أن المدح فيه أضرار عظيمة كالكبر والإعجاب والكذب.
وهذا دليل على ضعف الإيمان فإن الأخلاق السيئة أعظم ضررًا من الحيات والعقارب ونحوها.
ولو أن إنسانًا نبهك على أن في ثوبك أو خفك أو فراشك حية أو عقربًا لشكرته ودعوت له وأعظمت صنيعه ونصيحته واجتهدت واشتغلت في إبعادها عنك وحرصت على قتلها.
وهذه ضررها على البدن فقط ويدوم ألمها زمن يسير وضرر الأخلاق الرديئة على القلب ويخشى أن تدوم حتى بعد الموت ولا نفرح بمن ينبهنا عليها ولا نشتغل بإزالتها.
بل نقابل نصح الناصح بقولنا له: تبكيتًا وتخجيلاً وأنت فيك وفيك ناظر نفسك ولا عليك منا كلٌ أبصر بنفسه.
ونشتغل بالعداوة معه عن الانتفاع بنصحه بدل ما نشكره على نصحه لنا بتنبيهه لنا على عيوبنا، فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
اللهم ألهمنا رشدنا وبصرنا بعيوبنا وأشغلنا بمداواتها ووفقنا للقيام بشكر من يطلعنا على مساوينا بمنك وكرمك يا أكرم الأكرمين.من كتاب "إرشاد العباد للاستعداد ليوم المعاد" ص 22
الثلاثاء، 3 أغسطس 2010
ومن لم يصن نفسه لم ينفعه علمه
ومن نظر في الفقه نبل مقداره
ومن تعلم اللغة رق طبعه
ومن تعلم الحساب جزل رأيه
ومن كتب الحديث قويت حجته